الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتعين الزواج على من يخاف مواقعة المحظور

السؤال

أولًا: بارك الله فيكم على هذا الموقع.
ثانيًا: أنا طالب علم شرعي -والحمد لله- (أطلب العلم على شيخ، ومحب لعلم الحديث)، أنهيت دراستي البكالوريوس تخصص إدارة أعمال، وأريد أن أكمل دراستي -حتى أصبح دكتورًا في الجامعة-، لكن أريد أن أكمل في دولة أجنبية كي أتعلم اللغة الإنجليزية؛ لأن في تعلم اللغة الإنجليزية بالنسبة لي خيرا كبيرا في ديني؛ من الدعوة إلى الإسلام، وتدريس العلم الشرعي باللغة الإنجليزية لغير العرب، وفي دنياي؛ من أن واقع الحياة في الأردن وخارجها يتطلب من الدكتور الجامعي أن يكون يتحدث اللغة الإنجليزية، ولكني شاب مبتلى بالعادة السرية وتبعاتها، وجاهدتها بشتى الوسائل -استطعت أن أخفف منها لا القضاء عليها-، وأستطيع الزواج، لكني إذا تزوجت لن أستطيع أن أكمل دراستي، ولا بأي وسيلة كانت.
سؤالي هو: هل أتزوج لكي أتخلص من العادة السرية، وفي هذه الحالة يضيع عليّ خير كبير جدًّا؟ أم أني أصبر وأكمل دراستي، ثم أتزوج؟
أفتوني -بارك الله فيكم-، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يبلغك رضاه، وأن يحصنك، ويجنبك العادة السرية، وغيرها من المحرمات.

ثم إن الظاهر أنه تلزمك المبادرة إلى الزواج طالما أنه تعيّن سبيلًا لامتناعك من العادة السرية المحرمة؛ جاء في حاشية ابن قاسم على الروض: وقال الوزير: اتفقوا على أن من تاقت نفسه إليه، وخاف العنت، فإنه يتأكد في حقه، ويكون له أفضل من الحج التطوع، والصلاة والصوم التطوع. وزاد أحمد، فبلغ به إلى الوجوب مع الشرطين، وهما أن تتوق نفسه، ويخاف العنت. رواية واحدة. اهـ. وعبارة المقنع: من يخاف مواقعة المحظور. فشمل الاستمناء باليد. انتهى.

وعلى هذا؛ فقدّم الزواج، فإن حفظ دينك من فعل المحرمات من أهم المطالب، ولعل الله يعوضك بإقبالك على النكاح بنية العفة فتوفق لدراسة تنفعك في دينك ودنياك -لا سيما وتعلم الإنجليزية لا يقف على السفر، بل قد تتعلمها في بلدك-.

وانظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 45696، 7170، 213982، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني