الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في قراءة القرآن يشمل القراءة في الصلاة وخارجها

السؤال

هناك أحاديث كثيرة: من قرأ سورة كذا في ليلة، أو آية كذا، فله أجر كذا، فهل هذه القراءة يمكن أن تكون في الصلوات؟ أم يلزم أن تكون مستقلة خارج الصلاة؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقراءة السور أو الآيات المرغب في قراءتها لا يلزم أن تكون في غير الصلاة، فتصح قراءتها في الصلاة وخارجها، بل إن قراءتها في الصلاة أفضل منها خارج الصلاة وأعظم أجرا، لجمعها بين الصلاة والقراءة، فقد روى البيهقي في الشعب عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قراءة القرآن في الصلاة، أفضل من قراءته في غير الصلاة. والحديث تكلم أهل العلم في سنده.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: قِرَاءَة الْقُرْآنِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلُ مِنْهَا خَارِجَ الصَّلاةِ، وَمَا وَرَدَ مِنْ الْفَضْلِ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ يَتَنَاوَلُ الْمُصَلِّيَ أَعْظَمَ مِمَّا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ. اهـ

ولذلك، فإن الأفضل لمن أراد قراءة هذه السور والآيات أن يقرأها في صلاة، ولو قرأها في غير الصلاة حصل له أجرها المذكور، ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني، وقال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له.

وفي رواية: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. رواه السيوطي في الجامع الصغير، وصححه الألباني.

فلو قرأت سورة الملك في الصلاة لكان أفضل، ولو قرأت في غير الصلاة، فهو حسن، ولا يمنع ذلك قارئها من أن ينال الأجر المرتب على قراءتها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني