الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلينما هي صحة الحديث الذي يقول معناه أنه خير للمرء أن ينقر بشيء على رأسه من أن تمسه امرأة لا تحل له ... و ما مدى خطورة هذا الحديث؟و بارك الله فيكم و رعاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحديث المشار إليه حديث صحيح رواه الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " وصححه الألباني - رحمه الله- في السلسلة الصحيحة رقم (226) وفي صحيح الجامع برقم ( 5045)، وإن كان الخلاف قائماً بين شراح الأحاديث هل المراد بالمس هنا مجرد اللمس أم الجماع؟ والراجح أن المراد به الظاهر وهو مجرد اللمس بالمصافحة ونحوها، وذلك لأن المصافحة محرمة لذاتها كما ثبتت بذلك الأحاديث، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى مجرد اللمس زناً كما في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا ، مدرك ذلك لا محالة ، فالعينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطا ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه " وهذا لفظ مسلم، والبطش هو اللمس كما جاء في رواية المسند والمستدرك.
ومن هنا تأتي خطورة لمس المرأة الأجنبية وما يحصل منه من التلذذ، ولأنه من أقوى الطرق المؤدية للوقوع في الفاحشة الكبرى والعياذ بالله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني