الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن يتكلم مع الفتيات الأجنبيات من غير حاجة

السؤال

أنا أعيش في أستراليا، والحمد لله أقوم بالكثير من الأنشطة الدينية هناك، مثل: الدعوة، وحضور بعض المحاضرات الدينية، ومنذ أن بدأت الدعوة أسلم اثنان على يدي، والمشكلة أني أشعر بالتناقض بعض الأحيان؛ حيث إني أميل للتحدث مع الفتيات في الجامعة، والأسواق، وبعض الأحيان أتمادى بالإطراء، وبالكلام ليصل لحد الغزل أحيانًا، لكني لا أتعدى الأمر ليصل إلى المصافحة، أو اللمس، حتى إن إحدى الفتيات اتصلت بي قبل أسبوع، وعرضت عليّ الزنا، ورفضت -ولله الحمد- لأني لم ولن أصل لذلك المستوى -بإذن الله-.
المشكلة أني أشعر أني قد اعتدت على هذا الأمر، حتى إني كنت قد عزمت على تركه لكني توقفت لـ 4 أيام، ثم عدت إليه، مع العلم أن الحديث هنا مع الفتيات أمر سهل، كما أنهن أشباه عاريات، وغير محتشمات، فبماذا تنصحونني لأترك هذا الأمر؟ مع العلم أني غير قادر على الزواج.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على الدعوة إلى الله، فهي وظيفة المرسلين، ودأب أتباعهم المصلحين، واعلم أنّ الداعي إلى الله ينبغي أن يكون أحرص الناس على طاعة الله، واجتناب معاصيه، فاتق الله، واحرص على تحصين نفسك من الفتن، ولا سيما فتنة النساء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء. متفق عليه.

ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة؛ قال العلّامة الخادمي -رحمه الله- في كتابه (بريقة محمودية) -وهو حنفي-: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة.

فاحذر من الكلام مع الأجنبيات من غير حاجة، واحرص على غض البصر؛ فهو من أنفع الأمور لحفظ الفرج، وصلاح القلب، وراجع في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.

وننصحك بالمبادرة إلى الزواج متى قدرت عليه، وإلى أن يتيسر لك الزواج، فعليك أن تصبر، وتستعف، واحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونك على طاعة الله، ويربطونك بالمساجد، ومجالس العلم والذكر، وعليك بكثرة الدعاء، والإلحاح فيه، مع إحسان الظن بالله، فإنّه قريب مجيب، وراجع الفتويين: 36423، 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني