الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للمرأة المسلمة للالتزام بأحكام الشرع

السؤال

إذا كانت المرأة تقدِّم رجلًا وتؤخِّر أخرى، فسماع دعاة الخير يذكرونها بالقرآن، والسنة يشرح صدرها للطاعات عمومًا، والحجاب الصحيح -وليس حجاب الموضة- خصوصًا، والإعلام، والتعليم، وصديقات السوء، والأسرة، والجو العام المحيط بها يصدونها عن الخير، فماذا تفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب على كل مسلم أن يلزم طاعة الله تعالى فاعلًا ما أمر به تاركًا ما نهى عنه، وأن يجانب أسباب مواقعة المعاصي، فعلى هذه المرأة أن تتمسك بدين الله، وتعض على الشرع الحنيف بالنواجذ، ولتعلم أن لها بصبرها على الالتزام بأحكام الشرع، وتمسكها بتعاليم الدين، مع كثرة الفتن، وانتشار أسباب الفساد أجرًا عظيمًا، فعليها أن تترك مصاحبة من تصدها صحبته عن طاعة الله تعالى، ولتعلم أن تلك الخلة، والموادة ستنقلب على أهلها عداوة، وحسرة، وندامة إذ لم تكن لله تعالى، كما قال جل اسمه: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}، ولتصحب من أهل الخير من تعينها صحبته على طاعة الله تعالى، والإقبال عليه، ولتجانب وسائل الإعلام المفسدة، فإن القائمين عليها من شياطين الإنس، الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، فالواجب على المسلم أن يحذرهم، وأن ينأى بنفسه عنهم، وأن يضن بدينه أن يكون عرضة لأباطيلهم، وشرهم، ولتلزم ذكر الله، ودعاءه والابتهال إليه، والتضرع له أن يثبت قلبها على دينه، ويصرفه على طاعته، وطاعة رسوله، ولتجتهد في تعلم العلم النافع، فبه تعصم نفسها من الزيغ، والضلال، وتتوقى سبل الانحراف، والغواية، ولتبذل وسعها في مجاهدة نفسها على الاستقامة، وترك سبيل المفسدين، عالمة أنها متى صدقت في مجاهدة نفسها، واستفرغت في ذلك وسعها، فإن الله تعالى سيعينها، ويوفقها، ويأخذ بيدها، وناصيتها إلى الخير، كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني