الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يدخل الفردوس الأعلى من تاب من الاستهزاء بالدين؟

السؤال

كان إيماني ضعيفا جدا، فوقعت فيما قد يعتبر استهزاء بالدين، ووصلت معي وسوسة الشيطان حتى صرت أعتبر نفسي أني تكررت ردتي، ولكن الآن تبت ووثقت برحمة الله، ولكن هل إذا حسنت توبتي أدخل الفردوس الأعلى؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنحن نخشى أن يكون ما ذكرته عن استهزائك بالدين مجرد وسوسة لا حقيقة لها، وعلى كل حال فلو فرضنا وقوع ذلك منك، ثم إنك تبت توبة نصوحا، فإن هذه التوبة تمحو ما كان قبلها من الإثم، وتعود كمن لم يذنب كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فعليك أن تجتهد في طاعة الله تعالى، وتبذل وسعك في التقرب إليه عالما أنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين، وسله أن يسكنك الفردوس الأعلى فإنه تعالى ذو الفضل العظيم، ولا يمنع ذنبك الذي تبت منه من دخولك الجنة وسكناك الفردوس الأعلى منها بفضل الله تعالى ورحمته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني