الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التورع عن قبول هدية المسلم المستور من التنطع

السؤال

أريد أن أسأل عن تحري المال الحلال، فأنا أشعر أن الأمر تحول عندي إلى وسوسة وسوء ظن، فمثلا: عندما يأتيني أحد الأقارب بطعام أو هدية وأنا أعلم عنه الخير، لكنه يضع ماله وديعة في البنك، ولست على يقين من أن الهدية من عمله، بل قد تكون من فوائد الوديعة، وآخر سيئ الخلق ولا أعلم طبيعة عمله، فخفت من مال أعطاني إياه على سبيل الهدية، أشعر أنني أسيء الظن بالناس.
وما معنى القصة التي تقول إن والد أحد الأئمة الأربعة وجد جارية ترضعه، فغضب وقال لزوجته ما أدراك أن الجارية تأكل من حلال؟ وعندما كبر الإمام كان لديه ثقل في لسانه، فقال هذا من لبن الجارية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتحري الحلال أمر حسن محمود فاعله، لكن لا ينبغي أن يصل هذا بصاحبه إلى حد الغلو والتنطع، فيصير من أصحاب الورع البارد الذين يتركون ما لا شبهة فيه خوفا من الإثم، وقد حذر من مثل هذا أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 196231.

وعليه؛ فمن لا تعلمين يقينا أن في ماله شيئا محرما، فلا ينبغي أن تتورعي عن قبول هديته، لأن هذا من التنطع والابتداع في الدين، يقول ابن تيمية: وأما المسلم المستور: فلا شبهة في معاملته أصلاً، ومن ترك معاملته ورعاً كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. اهـ.

ولتحذري من إساءة الظن بالناس، فالأصل حلية ما بأيديهم من أموال حتى يثبت العكس، أما من علمت أن بعض ماله حرام: فهذا يجوز قبول هبته، ولو تورعت عنها، فلا بأس، لأن معاملته مكروهة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6880

وأما القصة التي أشرت إليها: فلا علم لنا بها ولم نطلع عليها فيما بين أيدينا من مصادر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني