الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثيابك باقية على طهارتها في كل التقديرات

السؤال

كان لدي ثوب غالبًا ما يكون نجسًا وغير طاهر، تركته فترة من الزمن على مكان معين، ثم وأنا أقلب بملابسي وجدته مع الثياب، يبدو أن أحدًا من الأهل وضعه مع ثيابي. فلا أعرف هل انتقلت النجاسة إلى باقي الملابس؟ وهل تم غسله وأنا لا أعلم؟
فما حكم الملابس التي كان الثوب (الذي أعتقد أنه نجس) معها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقولك: لدي ثوب غالبًا ما يكون نجسًا ... يفيد أنك لست جازمًا بنجاسة هذا الثوب، وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن الأصل في هذا الثوب أنه طاهر، وبالتالي؛ فهو باقٍ على هذا الأصل ما لم تعلم يقينًا أنه تنجس.

وعلى هذا التقدير؛ لا يكون لشكك في انتقال النجاسة إلى باقي الثياب محل.

وأما إن حصل لك يقين بتنجس الثوب: فإنه حينئذ يعتبر باقيًا على نجاسته حتى يحصل يقين بتطهيره, ولا يصير طاهرًا بمجرد شكك في كون شخص ما قد غسله بدون علمك.

ثم على تقدير أن الثوب نجِس؛ فإنه إذا كان جافًّا واختلط مع ثياب جافة, فإن هذه الثياب لا تنتقل إليها النجاسة منه؛ ففي الأشباه والنظائر للسيوطي: النجس إذا لاقى شيئًا طاهرًا وهما جافان لا ينجسه. انتهى.

وفي حال ما إذا كانت النجاسة رطبة، أو كانت تلك الثياب أو بعضها رطبًا؛ فإن النجاسة لا يحكم بانتقالها إليها إلا إذا حصل يقين بأن محل النجاسة -وهي رطبة- قد لاقى محلًّا من الثياب, أو أن محلًّا من الثياب رطبًا قد لاقى موضع النجاسة، ولا شك أن اليقين سيكون متعذرًا في حالتك, وراجع الفتوى رقم: 230548.

وبناء على ما سبق؛ فإن ثيابك الطاهرة باقية على طهارتها على جميع التقديرات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني