الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة وواجب من تحرش ببنات خالته

السؤال

كنت ضيفًا ببيت خالتي لمدة عام تقريبًا (كنت في سفر)، وخالتي تكون أمي بالرضاعة، وأولادها إخواني وأخواتي بالرضاعة، وجدت في نفسي مرة شهوة تجاه البنتين اللتين هن أصغر مني بعدة سنين، جاهدت نفسي عن الشهوة، واجتهدت، ووعظت نفسي، لكني للأسف فشلت، وحاولت التحرش بهن لمسًا. لا أعلم إن كن قد فهمن قصدي، وأرجو أن يكن ما فهمن ولا أحد في الدنيا يعرف بهذا الأمر.
أريد أن أستحل من المظلمة؛ فأنا أشعر بالذنب، والخيانة، والدياثة، فهل أعترف بما فعلت لابن خالتي الذي هو بنفس عمري (أصغر بشهور) لكي يقتص مني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك التوبة إلى الله مما وقع منك من التحرش ببنات خالتك، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

وأما التحلل من المظلمة بما ذكرت: فليس بواجب عليك، فاستر على نفسك، ولا تخبر أحدًا بهذا الذنب، واجتهد في الدعاء والاستغفار، فإنّ ذلك يكفيك -بإذن الله-؛ جاء في حواشي تحفة المحتاج في شرح المنهاج: ثُمَّ رَأَيْت الْغَزَالِيَّ قَالَ فِيمَنْ خَانَهُ فِي أَهْلِهِ أَوْ وَلَدِهِ أَوْ نَحْوِهِ: لَا وَجْهَ لِلِاسْتِحْلَالِ وَالْإِظْهَارِ, فَإِنَّهُ يُوَلِّدُ فِتْنَةً وَغَيْظًا, بَلْ يَفْزَعُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى لِيُرْضِيَهُ عَنْهُ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني