الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها

السؤال

كان هناك شاب عند مدرستي يدور حولها منذ أيام، واليوم أتى، والكل يعرف نواياه الخبيثة، وقد أخبرني صديقي بماذا يريد، لكنه لم يكمل، وفهمت ذلك أن نواياه خبيثة، وحصلت مشاجرة بينه وبين مجموعة من الطلاب، وقلت أنا: "كفوا" أقصد طلاب مدرستنا لأنه يستحق ما حصل له، فهو خبيث، وقاموا باللحاق به، ولا أعلم ماذا حصل، وقال لي صديقي: إنهم لحقوا به ليبلغوا الشرطة عليه، فلو مات هذا الشخص، أو مات أحدهما، أو حصل أي شيء فهل يكون عليّ إثم؛ لأني حمستهم بقولي: "كفوا"؟ ويجب أن أذهب للشرطة وأخبرهم بما حصل؟
ولو أحد مات، أو حصل لهم شيء وصدموا بعضهم، أو شخص آخر، ومات ذلك الشخص الذي صدموه، وليس له دخل بالأمر، فهل يجب أن أذهب للشرطة وأخبرهم بما قلت؟ وهل عليّ إثم على فرض أن نواياه لم تكن خبيثة؟ وهل يجب أن أخبر الشرطة بما حصل؟ علمًا أني عندما قلت: "كفوا" كنت أظن أن المشاجرة انتهت، ولكن تفاجأت بأنهم لحقوا به عندما ذهب، وعندما قلت: "كفوا" لم أقصد أن يضربوه مرة أخرى، أو أن يلحقوه، أو أن يفعلوا به أي شيء، وإنما قلتها كي أعبر عما بداخلي؛ لأني فرحت بما فعلوا له، وهل يجب أن أذهب وأسأل هذا الطالب عما حصل، وأرى هل صدموا شخصًا آخر ليس له علاقة بالموضوع، أو قُتل شخص منهم، وأذهب وأخبر الشرطة بفعلتي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويهديك لأرشد أمرك، فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا، وأضر بك ضررًا بالغًا، وذلك ظاهر من سؤالك هذا، وأسئلتك السابقة، وسبب ذلك تسلط الشيطان عليك، واسترسالك مع الوساوس، واستسلامك لها، وعدم مجاهدة نفسك في تركها، والإعراض عنها، وقد بيّنّا مرارًا وتكرارًا أن أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو: الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها.

والواجب عليك أن تخرج من هذه الوساوس المظلمة، التي أسرك فيها الشيطان بركام من الأوهام، والتخيلات، والاحتمالات، وأنه لا يجب عليك في شيء مما ذكرت إلا الإعراض عن هذه الأفكار، والوساوس التي لا تقود إلا إلى معيشة مظلمة، وضيق في الدين، والدنيا.

وعلى المسلم أن يشغل نفسه بما يعود عليه بنفع من استغفار، وذكر، وتلاوة قرآن، ونحو ذلك؛ فالوقت هو الحياة، وتضييعه في ما لا يعود على المسلم بمنفعة دينية، أو دنيوية خسارة للحياة؛ ولهذا نبّه الله -عز وجل- في القرآن الكريم على أهمية الوقت، فأقسم -سبحانه وتعالى- بأجزاء الوقت في محكم كتابه في غير ما آية، فأقسم بالليل، والنهار، والفجر، والعصر، وذلك تنبيهًا على أهميته، كما نبّه النبي صلى الله عليه وسلم على أهميته فقال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. رواه البخاري.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 3086، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني