الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لا تصلي، ولماذا نصلي؟

السؤال

أترك الصلاة بسبب عدم اهتمام والدي بالجانب الديني معي.
فما نصيحتكم لي؟
وانصحوني بكتاب، أو شريط صوتي يفيدني، عمري 18 سنة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فاعلم يا بُنَيَّ أن تقصير والدك معك في جانب الدين، لا يبرر لك التفريط في أداء الصلوات، والله جل وعلا سائلك عنها، كما سيسأل أباك عن تقصيره؛ قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر : 32 }.

وترك الصلاة من كبائر الذنوب المهلكات، وقد بينا خطورة تركها، والتكاسل عنها، في عدة فتاوى، كالفتوى رقم: 142575، والفتوى رقم: 130853، والفتوى رقم: 70270، والفتوى رقم: 6061.

فلا تعرض نفسك -أيها السائل- لسخط الله تعالى، وغضبه؛ فإن غضب الله لا تقوم له السماوات والأرض، واحذر عقابه، لا سيما وأنت في مقتبل العمر، وبداية الشباب، فالأحرى بك أن تملأه طاعة لله تعالى، لعلك تكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ -وذكر منهم- وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ. متفق عليه.

ومرحلة الشباب من أهم مراحل العمر، التي سيسأل عنها العبد يوم القيامة؛ فقد قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

فاتق الله في صلاتك، وشبابك، واملأ صحيفتك بالحسنات، وبادر فورا بلا تأخير، بأداء الصلاة في وقتها، والمحافظة عليها في جماعة المسجد، وابحث عن رفقة صالحة، تعينك على الخير، وتعوضك ما فاتك من تقصير والدك في التربية والتوجيه، بل ينبغي لك أن تحرص لأن تكون عونا لوالدك على الاستقامة، والمحافظة على الصلاة، فتقابل تقصيره في حقك، ببرك في حقه ونصحه.
ونوصيك بسماع هذه المحاضرة بعنوان: "لماذا لا تصلي؟" لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب، وتجدها على هذا الرابط:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=search&kword=%E1%E3%C7%D0%C7%20%E1%C7%20%CA%D5%E1%ED&section=3&action=view

كما نوصيك بقراءة كتاب: لماذا نصلي؟ لفضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وطُبِعَ الكتاب باسم: الصلاة لماذا؟

وبإمكانك الدخول إلى ركن الصوتيات في موقعنا، والاستفادة من مئات المحاضرات الصوتية الموجودة فيه، ونسأل الله أن يصلحك، ويوفقك لكل خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني