الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في إيناس الزوجة

السؤال

هل زوجتي هي أحق الناس بمصاحبتي لها، وأن أمضي وقتي معها؟ وإذا كان لي وقت فراغ، فهل الأولى أن أمضيه مع زوجتي؟ وإذا لم تكن لي حاجة دينية، أو دنيوية مباحة، فهل الواجب عليّ إيناس زوجتي في البيت؟ وهل من الواجب عليّ إذا أردت التنزه والتجوال أن أصطحب زوجتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد حث الإسلام الأزواج على معاملة زواجاتهم معاملة تدلّ عن الحب، والإحسان، والعطف؛ لأن كل ما يؤدي إلى توطيد العلاقة بين الزوجين، ويحقق السعادة بينهما، هو أمر مطلوب شرعًا، يندرج تحت قول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، قال ابن كثير في تفسيره: أي: طيبوا أقوالكم لهنّ، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم، بحسب قدرتكم، كما تحبون ذلك منهن، فافعلوا أنتم لهن مثله. انتهى.

وجاءت السنة تحث على الالتزام بهذا الأمر، وتبين أن خيار الناس هم خيارهم لنسائهم، أخرج الترمذي في جامعه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم. وقال: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه ابن ماجه.

ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع نسائه أمهات المؤمنين، كما قال ابن كثير: جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتطلف بهنّ، ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه، حتى أنه كان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلًا قبل أن ينام، يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا يعلم السائل أن أنسه لزوجته، وإدخال السرور عليها بمقامه معها في أوقات فراغه، هو مطلب شرعي، وكذا اصطحابها إلى أماكن خارج البيت، لكن بشرط توافر الضوابط الشرعية لخروج المرأة من الستر الكامل، وإخفاء الزينة، ونحو ذلك، إذا كانت تمر بأجانب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني