الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معيار الترخص في إرضاع الكبير

السؤال

أعمل مشرفًا مع زوجتي في دار أيتام، وأسكن فيها، ولدينا مجموعة من الأيتام من بينهم فتاة بلغت 12 عامًا, ومع مراعاتنا لكافة الضوابط الشرعية في التعاطي ضمن الدار.
السؤال: ما هي الضرورة التي تسمح بالأخذ بفتوى جواز إرضاع الكبير لجعل الفتاة ذات محرم علينا في البيت؟ (زوجتي مرضع حاليًا). ومع أن الفتاة تنام في طابق منفصل مع موظفة مشرفة ضمن الدار، إلا أنني أقوم بمتابعة شؤونها الدراسية، وأحوالها، ومضطر للتعامل معها بحكم كوني مدير ومشرف الدار.
الفتاة يتيمة الأب, ونقوم بكفالة الفتاة وغيرها من الأولاد كفالة كاملة في البيت، وعلى المدى البعيد، ولا يوجد أي حالة أخرى مشابهة لحالتها، فجميع الأولاد صغار جدًّا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكركم على هذا العمل الجليل وهو القيام على شأن هؤلاء الضعفاء، ونسأل الله أن يجزيكم خيرًا على ذلك، وكذلك على حرصكم على مراعاة الضوابط الشرعية، وفقكم الله وزادكم هدى وتقى وصلاحًا.

وهذه الفتاة التي وصلت إلى هذه السن قد بلغت أو قاربت البلوغ، فهي بذلك قد بلغت مبلغ النساء، فيجب التعامل معها على هذا الأساس، فلا يجوز لك أن تخلو بها أو أن تضع حجابها عندك ونحو ذلك مما لا يجوز مع الأجنبي، وراجع الفتوى رقم: 109934، والفتوى رقم: 304018.

والراجح عندنا: أن رضاع الكبير لا يحرم، وسبق أن قررنا ذلك في الفتوى رقم: 32501، ومن أهل العلم من ذهب إلى الترخص بمثل ذلك عند الحاجة دفعًا للحرج، وتنظر فيه الفتوى رقم: 115515، والمرجح عندنا قول الجمهور كما أسلفنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني