الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعذار لا تبيح إخراج الصلاة عن وقتها

السؤال

أحيانا وأنا عائد من الجامعة في الباص، يؤذن للمغرب، وعندما أنزل من الباص، يكون على وشك أن يؤذن للعشاء، ولا أستطيع أن أصلي المغرب، ويمكن أن يضيع علي المغرب لثلاثة أسباب، لا أدري إن كانت مقنعة في شرعنا الحنيف؟
الأول: عندما أريد أن أصلي، لا أجد ماء، وأستحيي أن أذهب إلى بيوت الناس وأقول لهم أريد الماء لأتوضأ، فسأجد مشقة علي وعليهم في ذلك.
فهل يجوز لي التيمم؟ وإن لم أجد التراب هل يجوز لي المسح على الجدار؟
ثانيا: هناك احتمال أن لا أجد مكانا للصلاة في المسجد. فهل هذا عذر؟ وهل تجب علي الصلاة في سهل، أو في الرصيف وهنا الأمكنة ستكون صعبة؟
ثالثا: أحيانا يكون قد جاء الليل، فلا أستطيع تحديد اتجاه القبلة لكي أصلي.
فهل هناك حلول لهذه المسائل؟ وهل هي مقنعة؟
وأريد منكم أن تحيلوني إلى كل فتاوى التيمم عندكم؛ لأستفيد منها.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى حول كيف يصلي من تنطلق حافلته وقت المغرب، ويحين العشاء وهو في الطريق، وذلك في الفتوى رقم: 16217، وكذا الفتوى رقم: 46043 عن حكم صلاة الفريضة في الحافلة.
ولا يجوز لك أن تصلي بالتيمم ما دمت واجدا للماء، وقادرا على استعماله من غير خوف ضرر، ولو فُرِضَ أنك لم تجد الماء إلا بطلبه من الناس، فإنه يجب عليك طلبه، كما بيناه في الفتوى رقم: 232879.

وكذا لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بحجة عدم وجود مكان في المسجد، فالصلاة تجوز، وتصح في أي مكان طاهر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا, فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ؛ فَلْيُصَلِّ. متفق عليه.

ولو لم تجد مكانا للصلاة إلا في الرصيف؛ فصل، فإن الصلاة في قارعة الطريق صحيحة، والحديث الوارد في النهي عنها، ضعفه جمع من أهل العلم، كما بيناه في الفتوى رقم: 64232، ولو صح، فإنه محمول على الكراهة، فلا تُتركُ الصلاة بحجة عدم وجود مكان للصلاة.

وكذا أيضا التحجج بعدم معرفة القبلة، فما دمت في المدينة، فإنك لن تعدم من يدلك عليها. وإن لم تجد من يدلك، فيمكنك الاستعانة بالأجهزة الألكترونية التي تحدد جهة القبلة، وما أكثرها وأيسر الحصول عليها، وأنت في زمن التكنولوجيا التي لم تترك مكانا إلا دخلته، فإن تعذر هذا بكل حال وخفت خروج الوقت، فاجتهد، وابذل وسعك في معرفتها، وصل، وصلاتك صحيحة.

فاتق الله أخي السائل، وحافظ على الصلاة في وقتها، واجعلها في قائمة الأولويات، واجتهد في تحصيل ما يعينك على أدائها، ولا تستسلم لأدنى أمر تظنه حائلا دون أدائها.
وأما إحالتك لكل فتاوى التيمم عندنا، فهي كثيرة جدا، وتبلغ -حتى وقت كتابة هذه الفتوى- مائتين وواحدا وسبعين فتوى، ويمكنك الاطلاع عليها بالدخول إلى العرض الموضوعي في قسم الفتوى من موقعنا، ثم اختيار موضوع التيمم، وادخل على هذا الرابط:

https://www.islamweb.net/fatawa/1276

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني