الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السلام على النبي لا يدخل في باب دعاء الأموات

السؤال

أعلم أن طلب الدعاء من الميت وسيلة إلى الشرك، ومن العلماء من قال إنها شرك؛ لأن فيه طلب من الميت ما لا يستطيعه، وسمعت لأحد الدعاة مقطع فيديو يشجع فيه على الصلاة والسلام على الرسول معللًا ذلك أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يرد السلام على صاحبه، وذلك يعني أن خير البشر يدعو لك بالسلامة، أصبحت بعدها أشعر كأنني أطلب الدعاء من الميت بذلك، وصار يراودني هاجس هل الأموات يدعون للأحياء؟ وصار الموضوع يسبب لي القلق والخوف على عقيدتي.
أرجو توضيح ما سبق -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادة، يفعلها المسلم تعبدًا لله، ورجاء لثوابها الذي جاءت به النصوص الشرعية، ومنه ما جاء في الحديث: ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام. وليس في الصلاة والسلام أصلًا طلب دعاء من الميت، فالمصلي والمسلّم لا يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له، بل هو يصلي ويسلم عليه وفق المشروع، ويجازى على ذلك بأن يجعل الله النبي -صلى الله عليه وسلم- يرد عليه السلام -ولا يعلم أحد من البشر كيفية ذلك لأنها من شأن البرزخ، وهي من أمور الغيب التي لا تقاس على أحوال الدنيا-.

فليس ثَم ما يوجب القلق والخوف على العقيدة البتة، وعلاج الهواجس التي تطرق قلبك إنما هو في إيصاد باب الوسوسة، وقد لاحظنا في أسئلتك السابقة أنك تعانين من فرط الوساوس، والذي ينبغي لك هو: الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها. وراجعي للفائدة حول علاج الوسواس الفتوى رقم: 3086.

وراجعي حول معنى حديث رد السلام الفتوى رقم: 51606، والفتوى رقم: 23341.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني