الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الهجر تجنبا للأذى

السؤال

إحدى الفتيات كانت شخصيتها متنمرة معي، وكانت تحدق بنظراتها صوبي، وتحب أن ترمي كلاما لا يعجبني إذا مررت بجانبها، أو تعلق على مظهري، فتجنبت السلام عليها حتى لا أرى أو أسمع ما لا يعجبني، فهل أعتبر هاجرة لها؟ وأيضا كانت بيني وبين إحدى الفتيات علاقة محرمة، ولكنني تبت وتركتها وأصبحت فقط إذا رأيتها أسلم عليها، والآن لا أسلم عليها ليس لسبب معين، وإنما هكذا، فهل تركي للسلام عليها يعتبر هجرا؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهجرك لتلك الفتاة التي تؤذيك تجنبا لأذاها، والأخرى التي كانت على علاقة محرمة معك إذا لم تكن قد تابت منها خوفا على دينك ليس من الهجر المحرم الذي نهى الشرع عنه، قال ابن عبد البر رحمه الله: وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان ذلك، فقد رخص له في مجانبته وبعده، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية.

لكن إذا كفّت الفتاة عن الأذى وتابت الأخرى من الحرام ولم يعد عليك مضرة في دينك ودنياك في مكالمتهما، فلا يجوز لك الهجر حينئذ، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 271408.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني