الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإيداع في البنوك الربوية عند ضعف البنك الإسلامي وعدم توفر أجهزة السحب

السؤال

أنا طالب في تركيا، وتوجد هنا عدة بنوك، منها ربوية، ومنها ما تسمى بالإسلامية، مع أن البنوك الإسلامية يوجد لها بعض التعاملات الربوية، وأبي يرسل لي أموالًا، وقد فتحت حسابًا جاريًا في بنك ربوي، ووضعت هذه الأموال في البنك الربوي، وعندي حساب في النبك الإسلامي، ولكن البنك الإسلامي توجد عليّ فيه مشقة؛ لأنه ضعيف، ولا يوجد له صراف آلي إلا في السوق، فماذا يجب أن أفعل في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز إيداع المال في البنوك الربوية، ما لم تتعين وسيلة لحفظ المال عند عدم وجود المؤسسات الإسلامية، كما بينا في الفتوى رقم: 40098.

وعليه؛ فما دامت البنوك الإسلامية موجودك في البلد الذي تقيم فيه، فليس لك أن تضع المال في البنك الربوي، وعلى فرض أن لدى البنوك الإسلامية بعض المعاملات المحرمة، فليست كالبنوك القائمة على التعامل بالربا؛ لأن البنوك الإسلامية قامت على أساس إيجاد البديل المباح شرعًا في باب الأعمال المصرفية، والبنوك الربوية قامت على أساس التعامل الربوي، وقد قال تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا {البقرة:275}.

وهناك بَون شاسع بين تعاملات الاثنين، ثم إن معظم الأخطاء الواقعة في البنوك الإسلامية ناتج عن الأخذ بأقوال ضعيفة لبعض أهل العلم في بعض المعاملات، وهذا لا شك أنه مسلك خاطئ، لكن لا يقارن بمن يقترف الحرام الصريح، دون أي وازع، أو مبالاة بأحكام الشرع.

ومن ثم؛ فعليك أن تسحب مالك من البنك الربوي، وإن احتجت لوضعه فلتضعه في أحد البنوك الإسلامية الموجودة في بلدك، مع العلم أن ضعف البنك الإسلامي، وعدم وجود صراف آلي له إلا في السوق ـ كما ذكرت ـ ليس مبررًا معتبرًا لإيداع المال في البنك الربوي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني