الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علة تحريم إتيان الحائض وتحريم لحم الخنزير

السؤال

لماذا حرم الله سبحانه وتعالى معاشرة الزوجات أثناء فترة المحيض؟ وما الحكمة من تحريم أكل لحم الخنزير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالأصل هو أن علة تحريم الشيء هي كون ذلك حكم الله تعالى أو حكم رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الواجب التسليم لله تعالى والتسليم لرسوله صلى الله عليه وسلم في الأحكام الشرعية، تسليماً يقتضي القبول والانقياد كما قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [الأحزاب:36]. وقد ثبت بدلالة الكتاب والسنة تحريم إتيان المرأة وهي حائض، وكذا تحريم أكل لحم الخنزير، إلا أن هذا لا يعني أن لا يبحث الناس عن حكمة التحريم ليزداد القلب اطمئناناً ويقيناً، وقد علل الشرع الحكيم النهي عن إتيان الحائض بكونه أذى، في قوله تعالى: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ [البقرة:222]. قال الحافظ في الفتح: قال الطيبي: سمي الحيض أذى لنتنه وقذره ونجاسته. وجاء الطب الحديث ليؤكد لضعاف النفوس ما ذكره العليم الحكيم من وجود كثير من الأضرار التي تترتب على إتيان الحائض، وقد ذكر بعض المعاصرين أن طبيبة فرنسية قد أذهلها ما سمعت من توافق بين العلم الحديث وما ذكره القرآن، فكان ذلك سبباً في إسلامها، وأما علة تحريم أكل لحم الخنزير فقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 9791، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 5463. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني