الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى دعاء: اللهم إني أعوذ بك أن أتخذ العلم صناعة والدين بضاعة

السؤال

ما معنى هذا الدعاء: "اللهم إني أعوذ بك أن أتخذ العلم صناعة والدين بضاعة"؟ وهل يجوز الدعاء به أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بهذا الدعاء: استعاذة الداعي بالله تعالى من أن يكون حظه من العلم: حفظه ونشره، دون الانتفاع به والعمل، فيوصف بين الناس بالعلم، ويشتهر به كما يشتهر الصانع بصنعته، وهو خِلْوٌ من أثره، فلا يرفعه علمه، ولا ينفعه عند الله.

والاستعاذة أيضًا من أن يبذل شيئًا من دينه لينال به عرضًا من الدنيا، فيكون كالتاجر الذي يعرض بضاعته لينال بها شيئًا مما في أيدي الناس.

فمعنى الدعاء صحيح، وعلى ذلك؛ فلا حرج في الدعاء به، فإن مما أذن فيه الشرع أن يتخير المسلم من الدعاء أعجبه إليه، حتى ولو لم يكن ثابتًا بلفظه في السنة؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه؛ فليدع الله -عز وجل-. رواه البخاري، والنسائي، واللفظ له. وراجع الفتوى رقم: 57658.

ومع ذلك فالأفضل للمرء حين يدعو أن يلتمس أدعية القرآن والسنة ويكتفي بهما، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: يستحب الجوامع من الدعاء، ويدَع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود. وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني