الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربط الصحيح بين آية: واتبع سبيل من أناب إلي وآية: وخر راكعا وأناب

السؤال

أثناء تدبري للقرآن وجدت آية: اتبع سبيل من أناب. بحثت عن نفس المعنى، فوجدت عن داود -عليه السلام-: خر راكعًا وأناب.
هل تدبري هذا جائز؟ وما بيان حكمه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن تدبر القرآن مطلوب شرعًا، كما قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ {ص:29}، ولكن قوله تعالى: (واتبع سبيل من أناب إلي) يراد به: اتباع جميع المنيبين، ويشمل ذلك داود وغيره من الأنبياء والعباد؛ ففي تفسير القرطبي (14/ 66): قوله تعالى: (واتبع سبيل من أناب إلي) وصية لجميع العالم، كأن المأمور الإنسان. و"أناب" معناه: مال ورجع إلى الشيء، وهذه سبيل الأنبياء والصالحين ... اهـ.

فلا يصح تفسير الآية باتباع داود -عليه السلام- خاصة، بل المراد اتباع (سبيل) أي: طريق المنيبين، ومنهم داود -عليه السلام-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني