الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الابن دون رضا والديه

السؤال

أنا طالب مبتعث، أعيش في أستراليا، عمري 18 سنة، أعيش في بلدٍ الفتن فيها كثيرة، وملتزم -ولله الحمد-، وأقوم بكثير من الأنشطة الدينية، والدعوة -بفضل الله-.
أنا أخبرت أهلي برغبتي بالزواج لتجنب الفتن، ولكن أهلي قالوا لي: إني ما زلت صغيرًا، ولم أر من الحياة شيئًا، وإنه يجب أن أتخرج أولًا، ثم أعمل، وعندما أخبرت أمي أني سأجد زوجة هنا بنفسي وأتزوج، أخبرتني أنه ليس من البرّ أن أتزوج دون علمهم، ومشاورتهم، ودون إشراف والدتي على زواجي.
المشكلة أنهم لا يعلمون أن الفتن هنا كثيرة، وأن النساء شبه عاريات، وأنا مصمم على الزواج، وأعرف الكثير من الأشخاص الذين بإمكانهم مساعدتي على إيجاد فتاة ذات خلق ودين وجمال، كما أنه يوجد مراكز إسلامية لهذا الغرض، فهل يعتبر من العقوق أن أتزوج دون رضاهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به: أن تجتهد في إقناع والديك بضرورة مبادرتك إلى الزواج؛ إعفافًا لنفسك، وصونًا لها من الفتن، ولا بأس أن توسّط بعض الأقارب، أو غيرهم من أهل الدين، والمروءة ممن له وجاهة عندهما، ويقبلون قولهم؛ ليكلموهما في هذا الأمر، فإن لم يفد ذلك، فلا حرج عليك في التزوج دون رضاهما، لأنّ عليك ضررًا في ترك التزويج، وطاعة الوالدين لا تجب فيما يضر الولد؛ قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ ... وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا، وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. الفتاوى الكبرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني