الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حق الحرف ومستحقه، والتحذير من التنطع في إخراج الحروف

السؤال

ما معنى خروج الحرف من مخرجه وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه؛ لأني سمعت تسجيلات للشيخ أيمن سويد عن مخارج الحروف، ولكن لا أعلم ما هو المقصود؛ لأني حاولت التطبيق فوجدت الصلاة تأخذ مني وقتا أطول من السابق بكثير حوالي 20 دقيقة تقريبا تزيد أو تقل، وأكرر في الآيات وفي التشهد وفي التسليم، وأصبحت أترك تكبيرات الانتقال وتسبيح الركوع والسجود، وبالتالي أصبحت لا أذهب لصلاة الجماعة؛ لأني لا أستطيع مجاراة الإمام مع نطقي للحروف، وأريد معرفة ما هو ضابط مخارج الحروف، فهل يلزم أن أركز في ملامسة كل طرفي الحرف؟ أم كيف أعطي كل حرف حقه ومستحقه؟ وهل كل صفات الحروف مثل المخارج في ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن السائل موسوس، ولذا ننصحه بالإعراض عن الوساوس جملة وتجاهلها، كما ننصحه بعدم التدقيق في مخارج الحروف عند قراءته ، بل يقرأ كما يتيسر له دون تفطن وتدقيق مبالغ فيه، وإذا شك في صحة نطق الحرف وخروجه من مخرجه الصحيح فلا يلتفت لهذا الشك أبدا فإنما هو وهم ووسواس، وقد حذر أهل العلم من الوسوسة في المخارج مبينين خطرها، وأنها من تلبيس الشيطان على المسلم، قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج ابن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس. اهـ
ولتعلم أيها الأخ الكريم أن الإنسان إذا نطق بشكل عادي ولم يكن به ما يمنع النطق الصحيح، فالغالب أن يقرأ بشكل صحيح، وإذا كان به ما يمنع النطق الصحيح فغير مؤاخذ بما لا يطيق؛ إذ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فلا تكلف نفسك ما لم تكلف به من التحقيق والتدقيق الذي يذهب الخشوع ويجر إلى ما لا تحمد عقباه، ولعل أبسط مثال على ذلك ما حصل معك من ترك الصلاة في الجماعة.

نسأل الله أن يشفيك ويعافيك.

وعلى كل، فالمقصود بحق الحرف ومستحقه هو صفاته اللازمة والعارضة، جاء في الوجيز في علم التجويد: وحق الحرف: إخراجه من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية اللازمة له، كالجهر، والشدة، والاستعلاء، والغنة، وغيرها، فإن هذه الصفات المذكورة وغيرها من الصفات اللازمة لا تنفك عن الحرف.

ومستحقه: صفاته العارضة الناشئة عن الصفات اللازمة، كالتفخيم فإنه ناشئ عن الاستعلاء، وكالترقيق فإنه ناشئ عن الاستفال. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني