الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من علم أنه لا يستطيع أداء الصلوات بسبب الدراسة في الجامعة

السؤال

غدًا -إن شاء الله- عندي حصة تجارب في الجامعة، وتلك الحصة 4 ساعات -يعني من 2 إلى 6-، وفي ذلك الوقت يؤذن للعصر الساعة 3، والمغرب الساعة 5:30، و6:30 العشاء، ولا أصل إلى المنزل إلا بعد أذان العشاء بسبب الباص، وأنا لا أقدر أن أخرج من الحصة لأنه يجب ترقب التجربة، وكل الطلاب عندهم تجربة، ولا أحد يقدر أن يترقب تجربتك، فماذا عسى أن أفعل؟ وهل أقوم بالصلاة قبل الوقت أم ماذا؟ فأنا حائرة، أتمنى الإجابة في أسرع وقت، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد كان الواجب أن يقوم مسؤولو الجامعة بضبط الأوقات بحيث لا تتعارض مع الصلاة، ولتنصحوهم بذلك عسى أن تجدوا آذانًا صاغية، أو تُبرئوا أنفسكم أمام الله -نسأل الله أن يعينك على إتمام الصلاة على وجهها-.

ثم إن الواجب على المسلم أن يصلي الصلاة في وقتها، لا يتعداه، قال تعالى: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}، عن قتادة في هذه الآية قال: قال ابن مسعود: إن للصلاة وقتًا كوقت الحجِّ. رواه الطبري.

ومن ثم؛ فلا يجوز بحالٍ الجمع المذكور بين الصلوات الثلاث: العصر والمغرب والعشاء، وأقصى ما يرخص فيه الجمع بين الظهر والعصر، وكذلك المغرب والعشاء للحاجة، مع عدم اتخاذ ذلك عادة، كما بيّنّا في الفتاوى التالية أرقامها: 247363، 142323، 16490.

فإذا تحققت أن التجربة لا تنتهي إلا بعد غروب الشمس، فيجوز لك جمع العصر مع الظهر تقديمًا، وأما صلاة المغرب: فإن كان يمكنك أن تصليها في وقتها فهو المتعين عليك، فإن لم تستطيعي بأن خشيت مثلًا أن تفوتك الرفقة، ولا مجال لركوب حافلة أخرى، فيمكنك -والحالة هذه- أن تجمعي بين المغرب والعشاء جمع تأخير.

ومن علم أنه لا يستطيع أداء ما افترض الله عليه بسبب دراسته في الجامعة، فعليه تركها، والانتقال منها إلى غيرها، بحيث يستطيع أن يقيم شعائر دينه، ويعبد ربه، ولن يضيعه الله تعالى؛ فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني