الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب تأخر إجابة الدعاء

السؤال

أنا سيدة أحب ربي كثيراً، لكنني أشعر بعدم التوفيق في الحياة، ودائماً ما أجدد النية لله، وأبحث في الوسائل هل توافق هدي النبوة، ولكن في النهاية لا شيء يكتمل، وأعمل جاهدةً على الحياة، رغم أن متطلباتي الشخصية بسيطة جداً، فسنوات العمر تمر، وأصبحت أشعر بالإجهاد والتعب، ودائماً ما كنت متفائلة رغم الابتلاء، ودائما ما كنت أتذكر قول الله: فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلاَّ ـ ودائما عزائي في الحياة ذكر الله تعالى، ومع مرور السنين أصبحت أشعر بالحزن وكل ما أقبلت على شيء يراودني الشيطان بأنه لن يكتمل أيضاً، فهل هذا غضب من الله؟ أم الله يكره طاعتي وعملي؟ أم مجرد ابتلاء؟ أم ماذا؟ وماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحسن أن تكوني محبة لربك سبحانه وتعالى، وهذه المحبة تقتضي حسن الظن به، وقد ذكرت أنك متفائلة رغم الابتلاء وهذا أمر طيب، فاثبتي عليه، واحرصي على أن تحملي هم الدعاء والإتيان به على الوجه المطلوب مستوفيا الشروط والآداب، ولن يخيب الله ظن من علق به قلبه ورجاه، وتدبري هذا الحديث الذي رواه مسلم، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل، قالوا: يا رسول الله؛ وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي.

وتأخر الإجابة ـ لو حدث ـ فلا يلزم أن يكون بسبب ذنب، بل قد يكون مجرد ابتلاء، وقد يكون لأمر آخر اقتضته حكمة العليم الحكيم سبحانه، فما عليك إلا الاستمرار في الدعاء، والمزيد من البذل والعطاء في مقام الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات، ولا تلتفتي إلى أي هواجس أو خواطر شيطانية تحملك على شيء من سوء الظن بربك أو تقعدك عن الخير، فالشيطان قاعد للخلق على أبواب الخير يخذلهم عنها، قال تعالى حكاية عن إبليس: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {الأعراف:16}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني