الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جزاء وكفارة قطع الأرحام

السؤال

من قطع صلة الرحم من ثلاث سنوات ما جزاؤه وما كفارته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد حرم الإسلام قطع الرحم، وجعله من أعظم الكبائر التي يستحق صاحبها العقوبة عليها يوم القيامة، ولذا قرن القرآن الكريم بين قطع الأرحام والفساد في الأرض بقول الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23]. قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: هذا نهي عن الإفساد في الأرض عموماً وعن قطع الرحم خصوصاً، بل قد أمر الله تعالى بالاصلاح في الأرض وصلة الأرحام، وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والفعال وبذل الأموال. وقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدة على حرمة قطع الرحم، منها: ما في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فقال: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك. وعلى هذا، فالواجب على من حصل منه ذلك أن يتوب إلى الله عز وجل ويستغفره من هذا الذنب الخطير، ثم يعود إلى صلة رحمه التي كان قطعها، فإن كان أبا أو أما أو غيرهما ممن تجب صلة رحمه طلب منهما الصفح واسترضائهما عن تلك الحقبة، وذلك لما للأبوين من حقوق، وإن كان غيرهما لزمه ترك ذلك في المستقبل والتوبة مما مضى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني