الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بتقديم المشروبات المباحة في مقهى للقمار

السؤال

أنا سوري، مقيم في تركيا أنا وزوجتي وأخي وزوجته، ولدينا أطفال صغار، عملنا في مطعم 8 أشهر، ثم تم طردنا بعد ذلك، لا ندري لماذا! ولا يوجد مورد لنعيش منه، وبحثنا كثيرًا عن عمل من غير جدوى، فتحدث أخي مع صديقه، فقال له: لدي عمل في مقهى. فذهب أخي وإذا هي مقهى للقمار! مع العلم أن أخي فقط يقوم بتقديم المشروبات الساخنة والباردة، ولا يوجد أي مشروبات محرمة، فهل يجوز العمل بهذا المكان أم لا يجوز؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكل عمل فيه إعانة على الحرام لا تجوز مزاولته إلا للضرورة؛ لقول الله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. وقد بينا ماهية الإعانة على الاثم، وذلك في الفتوى رقم: 238324.

وبمراجعتها تعلم أن عمل أخيك في المحل المذكور لا حرج فيه ما دام لا يشتمل على الإعانة على الحرام -كما هو الظاهر-، حيث ذكرت أنه سيكون مقتصرًا على تقديم المشروبات المباحة، وليس في هذا إعانة على المعصية.

لكن المحذور في رؤيته للمنكر مع عدم الإنكار، وعدم مفارقة المكان، فلا يرخص له في ذلك إلا لمكان الحاجة الشديدة مع لزوم الإنكار بقلبه، فإن وجد عملًا مباحًا لا يحيط به المنكر لزمه الانتقال إليه.

ونسأل الله أن يعينكم ويسهل أموركم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني