الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكرام الزوجة لوالدة زوجها من حسن عشرتها له

السؤال

قبل زواجي اشترطت على زوجي سكنا منفصلا، وبعد زواجي ب 3 سنوات جاءت أمه لتسكن معنا، وسكنت 8 أشهر مما تسبب في الكثير من المشاكل بيني وبين زوجي، فهل يعتبر زوجي عاقا بأمه إذا طلب منها السكن عند باقي إخوته.... مع العلم أنها تلح عليه بإرسال زكاة أمواله إلى إخوته وهم غير محتاجين، وتجبره على إرسال النقود إليهم، وقد حاولت والله كثيرا تحملها، لكنني لم أعد أستطع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى حق الزوجة في مسكن مستقل، وأحرى لو شرطت عليه ذلك في العقد، وقد سبق أن بينا هذه المسألة في الفتوى رقم: 246652، وعنوانها: ماذا تفعل من اشترطت على زوجها السكن المستقل وأسكنها في بيت أهله؟.

لكن إن لم تكوني تتضررين من بقاء أمه، فليس لك مطالبة زوجك بإخراجها إذا كان في ذلك تعريض والدته للضياع، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 101180.

ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 147577.

وأما إلحاحها عليه في دفع الزكاة لإخوته: فإن كان إخوته ليسوا من مصارف الزكاة أو كانوا ممن تلزمه نفقتهم شرعا فإنه لم يجز له أن يطيع أمه في دفع الزكاة إليهم، ولا يجزئه إن دفعها لهم، وإن كانوا من أهل الزكاة وممن لا تلزمه نفقتهم، فإن دفعها لهم أولى من دفعها لغيرهم، لحديث: الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ. رواه الترمذي وغيره.

وانظري الفتوى رقم: 27006، في بيان مصارف الزكاة، والفتوى رقم: 124760، والفتوى رقم: 223948، في بيان متى يجب عليه أن ينفق على إخوته وأخواته.

والذي نوصي به أختنا السائلة بعد تقوى الله تعالى هو أن تكون عونا لزوجها على بر والدته، وأن تتعامل معها كأنها والدتها، فإن هذا من حسن عشرتها لزوجها وتثاب عليه ـ بإذن الله تعالى ـ والجزاء من جنس العمل، فلعلها تجد ذلك من زوجات أبنائها مستقبلا إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني