الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما

السؤال

ما المقصود بالسوأة التي كانت في قصة سيدنا آدم؛ هل هي الأعضاء الجنسية أم ماذا؟ وكيف كان جسده قبل الخطيئة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بالسوأة في قصة آدم -عليه السلام- والتي بدت له ولزوجه عندما أكلا من الشجرة هي العورة المغلظة المعروفة.

جاء في تفسير الطبري: فأكل آدم وحواء من الشجرة التي نهيا عن الأكل منها، وأطاعا أمر إبليس، وخالفا أمر ربهما (فبدت لهما سوآتهما) يقول: فانكشفت لهما عوراتهما، وكانت مستورة عن أعينهما. اهـ.

وفي التفسير المنير للزحيلي: فَأَكَلا مِنْها، أي: آدم وحواء. فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما، ظهرت لهما عوراتهما من القبل والدبر، وسمي كل منهما سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه. اهـ.

وفي أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: وقد دلت الآيات المذكورة على أن آدم وحواء كانا في ستر من الله يستر به سوءاتهما، وأنهما لما أكلا من الشجرة التي نهاهما ربهما عنهما انكشف ذلك الستر بسبب تلك الزلة. فبدت سوءاتهما أي: عوراتهما. وسميت العورة سوءة لأن انكشافها يسوء صاحبها، وصارا يحاولان ستر العورة بورق شجر الجنة. اهـ.

وأما عن الكيفية التي كان عليها جسد آدم قبل الوقوع في الذنب: فلم نجد من تعرض لها، وغاية ما وجدناه أن بعض أهل العلم يرى أن جسده قبل الأكل من الشجرة كان مستورا بالنور، ومنهم من يرى أنه كان مستورًا بساتر آخر، كما بيّنّا في الفتوى رقم: 110252.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني