الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بعد الصلاة بين الستحباب والمنع

السؤال

قرأتُ في فتاوى (إسلام ويب) إجابتكم لسؤال سائل يسأل عن حكم دعاء الإمام للمأمومين بعد إتمام صلاة مفروضة، أن ذلك غير منقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أحد من السلف الصالح، وأن المواظبة عليه تعد من البدعة -اللهم إنا نعوذ بك من جميع ما يهدي إلى البدعة-.
فما توجيهكم فيما قرأنا من تفسير ابن كثير حيث قال في بيانه لتفسير قول الله تعالى: "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"، فأشار فيما بين بيانه للآيَتَيْنِ إلى الدعاء بعد الصلاة بقوله : "وفى رواية عن ابن مسعود، بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس، فانصب، وإلى ربك فارغب. وقال عليّ ابن أبي طلحة عن ابن عباس: فإذا فرغت فانصب، يعني: في الدعاء".
ويقول البغوي في تفسيره للآيتين: "فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة، فانصب إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في المسألة يعطك".
وإلى هذا ذهب القرطبي في تفسيره وزاد: "قال ابن عباس: فإذا فرغت من صلاتك فانصب، أي: بالغ في الدعاء، وسله حاجتك".
فهل بكل هذه يكون الدعاء بعد الفراغ من صلاة مفروضة بدعة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فههنا مسألتان قد حصل منك الخلط بينهما، أولاهما: الدعاء بعد الفراغ من المكتوبة؛ فهذا مشروع، كما دلت عليه الآثار التي ذكرتها، وغيرها مما هو أوضح منها، وهذا مبين تفصيلًا في الفتوى رقم: 5340.

والثانية: الدعاء جماعة بأن يدعو الإمام ويؤمن المأمومون بصورة جماعية بعد الفراغ من الصلاة؛ فهذا هو الذي أنكرناه، وبيّنّا أنه يخشى أن تكون المواظبة عليه من البدع، وانظر الفتوى رقم: 54717.

وبهذا البيان يزول الإشكال بحمد الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني