الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: "الله أبوك" عند السب

السؤال

أنا دائما عند السب أقول: "الله أبوك" أو "الله أبوكم" بصغية الجمع، ولا أعلم ماذا أقصد بها أهو اللعن أم غيره، فهل هذا الكلام حرام؟ وهل يعد كفرا؟ علما بأني عندما أقول "الله أبوك" لا أقصد بها أن الله هو أبوك ـ والعياذ بالله ـ وإنما أقصد بها اللعن أو السب أو غيره، فهل هذا يعد كفرا أم لا؟ وعندما أصبحت أنتبه لهذه الكلمة فعندما نظرت لمعناها ظننت أن معناها أن الله هو أبوك ـ والعياذ بالله ـ فالله ليس له ولد كما جاء في سورة الإخلاص ـ ولست متأكدا من المعنى فخفت أنها كفر أو شرك لا أعلم، فتوقفت عن قولها حتى تفتوني بحكم قول هذه الكلمة، والذي جعلني أنتبه لذلك هو أنه اليوم في المدرسة المعلم كان يحدد الاختبار فأكثر الطلاب الأسئلة، فقال المعلم: "أنتم أصبحتم مثل بني إسرائيل قصده لكثرة أسئلتنا أو أنه قال أنتم أصبحتم مثل اليهود قصده لكثرة أسئلتنا" أظن أنه قال هذا الكلام أو مثله لا أعلم، فقام صديقي فقال لي: الله أبوه يشبهنا باليهود فضحكت بعد ذلك خفت أن هذا استهزاء بالدين فسكت، ثم بعدها انتبهت لكلمة الله أبوك وأقصد بأني انتبهت لها هو أني عندما نظرت لمعناها فوجدت أن معناها هو أن الله هو أبوك ـ والعياذ بالله ـ فالله ليس له ولد كما جاء في سورة الإخلاص ـ ولست متأكدا من المعنى فخفت أنه كفر أو شرك، وبعد أن انتبهت للمعنى قلتها في نفسي أو أني نطقت بها بعد أن انتبهت لمعناها وعندما نطقتها أو قلتها بنفسي لم أقصد بها الاستهزاء، وإنما أظن أني كنت أحاول فهم معناها أو مثل ذلك، لا أعلم ماذا كنت أريد عندما نطقتها أو قلتها بنفسي لكني لم أقصد الاستهزاء، فهل هذه الكلمة تجوز أم أنها كفر؟ وهل نطقي لها بعد ذلك يعد كفرا؟ وهل عندما ضحكت على ما قال صديقي ثم سكت لأني خفت أنه استهزاء بالدين، ثم بعد أن سكت انتبهت لكلمة الله أبوك يعد هذا كفرا؟ علما بأني عندما ضحكت وحتى عندما سكت لم أنتبه لكلمة الله أبوك فلم أسكت من أجل هذه الكلمة ولم أنتبه لمعناها أصلا إلا بعد أن سكت، فهل هذا يعد كفرا أم لا؟ علما بأني أحاول أن أتجنب أن أقولها حتى تفتوني في حكم قولها، فهل لو قلتها دون قصد أو قلتها وأنا ناس أو تعمدت ذلك وقلتها قبل أن تفتوني، هل يكون علي إثم أو أكفر إذا كان قولها كفر؟ علما بأني عند قولها دون قصد أو إذا قلتها وأنا ناس أو إذا تعمدت قولها فإني أحاول أن لا أكملها وأستغفر الله بعد ذلك مباشرةً فهل آثم بذلك؟ وهل أكفر إذا كان قولها كفرا أم لا؟ باختصار هل أنا مسلم أم كافر في الأحوال السابقة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنوصيك أولا أن تتقي الله في نفسك، وأن تصرف عنك الوساوس، فبين جدا أنك مصاب بوسوسة في باب الاستهزاء.

والكلمة المذكورة، إن كنت تقولها دون أن تعلم معناها ولا تقصده، فلا تؤاخذ بها؛ فالخطأ مرفوع معفو عنه؛ كما بينا بالفتوى رقم: 315172.

ثم إن قولها في نفسك بعد التنبه للإشكال في معناها لا يترتب عليه شيء؛ فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل، كما جاء في الحديث المتفق عليه.

ولا يتوقف معنى الكلمة على ما ذكرت، بل الظاهر أنك تقصد بها: قاتل الله أباك أو لعنه مع حذف الفعل، وهذا المعنى قريب من سياق كلامك وقصدك السب بهذا، وعلى العموم فابتعد عن استعمال الكلمة، فظاهرها منكر.

ونوصيك بتجنب السب واللعن، والحرص على سلامة اللسان واليد من أذى المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني