الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الميل لأحد العلوم الشرعية والتخصص فيه دون غيره

السؤال

ما حكم الميل لجانب من الدين؛ مثلًا: بعض الناس يميل ويفضل التفسير، ويدرسه، وبعضهم يفضل الحديث، وبعضهم يفضل جانب العقيدة، ويطلب العلم فيه أو يدرسه، وهكذا؟ وهل يأثم لتفضيله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن تعلَّم العلمَ الواجب تعلمه -وهو ما يُصَحِّح به الإنسان عقيدته وعبادته ومعاملاته- فيستحب له أن يزيد من طلبه للعلم؛ لأنه من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى. والأفضل أن تكون الزيادة في طلب علم التفسير الذي يُعلم به مراد الله تعالى من كلامه، ويحصل به التدبر للقرآن.

وإذا كان عند طالب العلم ميلٌ للتوسع في دراسة فنٍّ معين دون غيره من الفنون، فلا حرج عليه في ذلك، طالما أنه قد أتم مرحلة تعلُّم العلم الذي يجب عليه تعلمه؛ وذلك لأن طبائع الناس مختلفة، وأحوالهم متنوعة، وقد يفتح الله على بعض في أمر دون غيره، وهذا مشاهد في العبادات وفي غيرها. ولا شك أن وجود الميل القلب لبعض العلوم يزيد في الحرص على طلبها، ويكون معينًا على تخطِّي العقبات والعوائق والشواغل.

ولكن ينبغي ملاحظة أن طلب العلم من العبادات المحضة، ولقبولها عند الله لا بد من تصحيح النية؛ فيكون الحامل على طلب العلم هو ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة؛ وذلك لأن في طلب العلم الزائد عن الواجب لذة ومتعة، وقد يشتغل طالب العلم بتحصيل هذه اللذة والمتعة، ويغفل عن كونه يتعبَّد لله بطلب العلم. وانظري العلم الواجب، ومراتب العلوم في الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 56544، 59729، 57232، 51115.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني