الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم من نطق بقول الكفر وهو غير منتبه سواء (تكلم مازحا أو جادا) وبعد تنبهه تبين أن هذا قول كفر فهل يكفر؟ قلتم إن الله لا يحاسبنا إذا أخطأنا وفي نفس الوقت قلتم إن العذر بالجهل له شروط ولا ينطبق على الكل، ولكن الجهل يؤدي إلى الخطأ في قول أو فعل أو اعتقاد كفر، ولأنه لو يعلم أنه كفر ما فعله، فهل هذا الفعل أو القول أو الاعتقاد كفر؟ وضحوا لي ما حكم إذا جاء إلى خاطر الإنسان قول أو فعل أو اعتقاد وفجأة مثلا بدل ما ينطق قول الكفر أخرج نفسا أو أي حركة جسدية هل في ذلك شيء؟ أو ضحك نتيجة للموقف الذي تقال فيه قولا أو رأى نفسه في خياله يضحك وهو يقول قول الكفر وفجأة ضحك في الواقع؟ هل لو قلت شيئا كفرا والعياذ بالله ولكن لنفترض هذا فهل فيه شروط أثناء قول الشهادتين، بمعنى أني أظل أنطق الشهادتين مرات كثيرة من أجل أن أحس بها وأحس أني واع بها وبكل كلمة، ولكني لا أستطيع ذلك فأحس أن عقلي في جهة وأني أنطق في جهة ثانية، وأني غير مركز بتاتا، فهل يكفيني النطق باللسان فقط حتى لو قلبي أو عقلي غير حاضر أو غير مركز أو غير قادر أن أكون واعيا بها وبكل كلمة، وهل لو نطقت حروفا غلطا في الشهادة نتيجة الوساوس أو نتيجة لثغ أو نتيجة أي شيء آخر فهل في ذلك شيء؟ وما هي حدود الجهل التي بها لو فعلت أو قلت أو اعتقدت أي شيء كفري يكون عذرا لي؟ ومتى لا يكون الجهل عذرا لي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 293053، وتوابعها ضوابط العذر بالجهل.

وإن أدى الجهل إلى الخطأ فالمخطئ معذور، وقد يكون الخطأ غير مترتب على الجهل، بل يكون لسبب آخر كالنسيان، والغفلة، وغير ذلك، ولا مؤاخذة على المخطئ؛ قال تعالى: ...وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وراجع الفتوى رقم: 306274.
ويظهر من سؤالك المذكور، وغيره أنك مصاب بنوع وسوسة؛ فاصرف نفسك عن ذلك، ومن رحمة الله أنه لا يؤاخذ بالوسوسة، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 170095، وتوابعها.

وطالما لم تتكلم بذلك، فلا مؤاخذة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.

وكذا لو تلفظت بكلمة كفر لا تقصدها، فإنك لا تكفر بشيء من ذلك، فلتعرض عن هذه الوساوس، ولا تتكلف في النطق بالشهادتين، ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني