الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر ٣٤ عامًا، أعيش مع أختي بعد وفاة والدتي، وأبي تركنا منذ الصغر، وأنا أعمل وأتكفل بأختي، وتعرفت إلى شاب منذ خمس سنوات، وظروفه المادية صعبة، ووالده ترك عليه دَينًا كبيرًا، وأمه مريضة، وهو متكفل بها، ويقع بيننا بعض المحظور شرعًا، فهل يجوز أخذ قرض من البنك حتى نستطيع أن نتزوج؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا من كبائر الذنوب، ولا يباح إلا لضرورة ملجئة.

وحد الضرورة هو ما يغلب على الظن وقوع المرء بسببه في الهلكة، أو أن تلحقه بسببه مشقة لا تحتمل، أو لا يتمكن المرء معها من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء.

وأما مجرد الخوف من الوقوع في المحظور بسبب تأخر الزواج: فلا يعد ضرورة مبيحة للاقتراض بالربا؛ إذ لا يتعين الزواج سبيلًا لاتقاء المحظور، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 10959، 9666، 230224، 294562، 307216، وإحالاتها.

وعلى ذلك؛ فنحذركما من استهواء الشيطان، وتزيينه الباطل لكما، وتلبيسه عليكما، وإنما سبيل الرشد أن تنظرا في أسباب وقوعكما في المحظور، فتقطعاها، ومن أهم تلك الأسباب: الاختلاط، والنظر، والخلوة، والغفلة عن ذكر الله، وانظري الفتوى رقم: 36423، وما أحيل عليه فيها.

فعليكما أن تسارعا بالتوبة إلى الله -عز وجل-، وتوقفا العلاقة التي بينكما، وراجعي شروط التوبة الصحيحة في الفتوى رقم: 5450.

وانظري أيضًا الفتوى رقم: 62039.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني