الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من نام بعد دخول وقت الصلاة حتى خرج وقتها

السؤال

أما بعد: أسأل الله أن تكونوا جميعا بخير وعافيه. أنا ـ حفظكم الله ـ أعاني من مشكلة الوسواس منذ أكثر من سنة، والآن أحاول الإعراض عنه كي أتخلص منه؛ لأني أعرف أنه من الشيطان، وأنه يجب علي ألا أسترسل معه، وأكثر ما أتعب فيه بسبب الوسواس هو الوضوء والطهارة، حتى أني أصبحت أخاف من الوضوء أحيانا، وليلة أمس في الليل قبل أن أصلي العشاء شعرت بنعاس ولم يكن يتبقى على منتصف الليل كثيرا، والوضوء أصلا يستغرق مني وقتا طويلا، وربما يخرج وقت الصلاة وأنا أتوضأ وأتجهز للصلاة والنعاس قد حل بي، فقلت أستريح قليلا ثم أستيقظ وأصلي إن شاء الله، وفعلا استيقظت في الليل ولكن تذكرت صعوبة الوضوء وشعرت بالخوف منه فلم أقم من فراشي ونمت مرة أخرى، واستيقظت على أذان الفجر وتذكرت ما حدث وحزنت كثيرا والله وتذكرت أن من العلماء من يقول بأن من يترك صلاة يكون مرتدا، وفي بعض الأقوال يجب عليه الاغتسال وقول الشهادة والله أعلم، وخشيت أن يعتبر الذي فعلته "كترك الصلاة عمدا" لأني استيقظت ولم أقم للصلاة ونمت مرة أخرى، ولهذا خشيت أن أصلي دون أن أغتسل، وفي نفس الوقت خشيت أن أكون مخطئة وأضيع أيضا صلاة الفجر كي أغتسل والغسل لا يجب علي، فتوضأت وصليت الفجر فقط وأنا أنوي أن أعيده وأن أقضي صلاة العشاء بعد أن أسأل وأغتسل إذا كان الاغتسال واجبا علي على قول من يوجبه من العلماء، وقد سبق وحدثت معي نفس المشكلة عدة مرات بسبب الوسواس، فكنت في كل مرة أغتسل من جديد لكي أقوم بالعمل بالقول الأحوط ولكي أقطع الشك باليقن، وأنا ـ حفظكم الله ـ لا أدري ماذا أفعل فمن قبل كنت أسأل أبي ـ حفظه الله ـ وأستفتيه في أغلب أموري، والآن وحسبي الله ونعم الوكيل أصبح لي ما يقارب سنتين لا أدري من أسأل وأبحث عن كل شيء في النت تقريبا، وأتابع فتاوي العلماء والمشايخ، ولكن أبقى دائما في حيرة من أمري بسبب الأقوال المختلفة والفتاوى فحسبي الله ونعم الوكيل، فأرجو من فضيلتكم أن توجهوني إلى ما تعلمون أنه صحيح وأن تخبروني ما الذي يجب علي فعله في هذه الحالة، بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم الصالح الإسلام والمسلمين، وأرجو ألا تنسوني ووالدي ووالدتي وأهلي من صالح دعائكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أنه لا علاج لما تعانينه من الوساوس سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تستمري في مجاهدة هذه الوساوس وأن تعلمي أنها من كيد الشيطان ومكره ليفسد عليك بها أمر دينك ودنياك، وانظري الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196.

واعلمي كذلك أن ما فعلته من النوم بعد دخول وقت الصلاة مع عدم الأخذ بأسباب الاستيقاظ خطأ تجب عليك التوبة منه، وانظري الفتوى رقم: 141107، ولا يظهر أنك تعمدت ترك الصلاة، ومن ثم فلا داعي لهذا القلق، ثم اعلمي كذلك أن تعمد ترك الصلاة ذنب عظيم، ولكنه ليس كفرا عند جمهور أهل العلم وهو الذي نفتي به، وعلى هذا فلا يلزمك التشهد ولا الاغتسال ولا شيء مما يلزم المرتد، ولم تزالي بحمد الله على الإسلام، فعليك أن تتوبي إلى الله، وأن تعلمي أنك إنما وقعت في هذا الذنب بسبب الوسوسة، فاحرصي على مجاهدتها والتخلص منها، ثم اعلمي كذلك أن وقت العشاء يمتد عند الجماهير إلى طلوع الفجر، فلم يكن عليك إثم لو لم تصلي إلا بعد نصف الليل، ونحن نسأل الله أن يعافيك من هذا الداء العضال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني