الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما صحة هذه الرسالة؟ وهل يجوز نشرها؟
"أقصر خطبة للشيخ عبد القادر الجيلاني: لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله راكع، وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع، فيا بشرى لمن أطعم جائع".

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم نجد من الثقات المعتبرين من نسب هذا الكلام للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ رحمه الله.

وقد نسب الجزء الأول منه للحديث، وهي نسبة لا تصح، قال العجلوني في كشف الخفاء: لقمة في بطن الجائع أفضل من عمارة ألف جامع، الظاهر أنه ليس بحديث. اهـ

قال الشيخ محمد بن محمد درويش، أبو عبد الرحمن الحوت الشافعي في كتابه أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب: خبر: "لقْمَة فِي بطن جَائِع خير من بِنَاء جَامع" لَيْسَ بِحَدِيث. اهـ

وقال الشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ: يقولون مثلًا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: "لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع" هذا حديث يحمل كذبه في نفسه... لأنه من غير المعقول أن اللقمة في بطن الجائع ثوابها أعظم من الثواب المترتب على بناء ألف جامع. اهـ

وساقه حافظ الحكمي في كتابه: دليل أرباب الفلاح مثالًا لقرائن وضع الحديث فقال: وكذا الوعد العظيم على فعل الشيء الحقير كخبر: "لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع" اهـ.

وأجور الأعمال والمفاضلة بينها مبناها على النقل، فلا يجوز تقرير شيء من ذلك إلا بدليل من الوحي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني