الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الرجل بمن كان على علاقة بها

السؤال

أنا رجل أحب فتاة حبًّا شديدًا، وعلى علاقة لمدة سنتين، وقد عملنا كل شيء يخطر على البال، وأنا وهي نريد التوبة والصلاح، فهل تنصحونني بالزواج منها؟ وهل الله سبحانه وتعالى سيبدل السيئات حسنات؟ أم أتركها وأتزوج من فتاة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجب عليكما المبادرة إلى التوبة النصوح، وشروط التوبة بيناها في الفتوى رقم: 5450.

وهذه العلاقات الآثمة سبب لكثير من الفساد والشرور؛ لأنها فتح لباب الشيطان إلى النفس، يسوقها من خلاله إلى الزنا والفواحش، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}، وراجع الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 33115، وهما عن حكم الحب قبل الزواج.

فإن تابت هذه الفتاة فمن أفضل ما يرشد إليه المتحابان الزواج، فلا بأس بزواجك منها، ولكن إن كنت زنيت بها، فتجب مع التوبة الاستبراء، وراجع الفتوى رقم: 11426، ولك الزواج من غيرها تابت أم لم تتب.

ويرجى لمن تاب توبة صادقة أن يتكرم الله -عز وجل- عليه فيبدل سيئاته حسنات، قال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني