الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يشترط تجديد النية له وما لا يشترط

السؤال

جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه، وجعله الله في موازين حسناتكم.
سؤالي عن النية، هل يشترط تجديدها في كل عمل؟
كالصلاة مثلًا: هل يشترط قبل كل فرض أن أستحضر النية أم أنني أصلي فقط بنية سابقة لأن الصلاة فريضة، ولا أجدد النية؟
وكذلك الذهاب إلى العمل: هل يشترط فيه أنني أنوي كل يوم أم أنها نية واحدة للعمل عمومًا؟
وهل يصح دعاء يومي بأن أقول: "اللهم اجعل أعمالي كلها خالصة لوجهك الكريم" بحيث تدخل جميع أعمالي في النية الصالحة لله -سبحانه وتعالى-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نهنئك على الاهتمام بالإخلاص في العمل, والحذر من الرياء.

وفي خصوص ما سألت عنه من اشتراط تجديد النية في كل عمل كالصلاة، وما إذا كان الذهاب إلى العمل يشترط فيه تجديد النية...: فجوابه أنه إذا كان القصد بالنية نية الدخول في العبادة؛ فهذه ركن من أركان الصلاة، لا تجزئ بدونها, وبالتالي؛ فلا بد من تجديدها لكل صلاة؛ جاء في الشرح الكبير لابن قدامة الحنبلي: متى كانت الصلاة معينة لزمه شيئان: نية الفعل، والتعيين. فإن كان فرضًا ظهرًا أو عصرًا أو غيرهما لزمه تعيينها، وكذلك إن كانت نفلًا معينة كالوتر وصلاة الكسوف والاستسقاء والسنن الرواتب لزمه التعيين أيضًا، لعموم الحديث، وإن كانت نافلة مطلقة كصلاة الليل أجزأته نية مطلق الصلاة لا غير، لعدم التعيين فيها. انتهى. وراجع الفتوى رقم: 175439.

ومثل الصلاة سائر العبادات من صوم وزكاة وحج...

وأما الذهاب إلى العمل: فإنه لا يحتاج في صحته وبراءة الذمة منه إلى نية، بل متى ما قام به الموظف على الوجه الصحيح صح وبرئت ذمته منه.

وإن كان القصد بالنية نية امتثال أمر الله ونحو ذلك؛ فهذا أمر مستحب وليس بواجب، وبالتالي؛ فلا يلزم تجديد النية بهذا المعنى، ولكن تحصيل هذه النية عند كل عمل يعين على الإخلاص فيه لله تعالى، سواء كان العمل عبادة أو عملًا آخر كالذهاب إلى العمل ونحوه. وراجع الفتوى رقم: 247186.

وبخصوص قولك "وهل يصح دعاء يومي ... إلى آخره: فنرجو أن ترسله مرة أخرى في شكل سؤال مستقل؛ لأن الموقع لا يستقبل أكثر من سؤال واحد دفعة واحدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني