الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من طرق إصلاح مقترف البغاء

السؤال

بعد تردد كبير، وبما أنني لم أجد من يوجهني إلى حل لمشكلتي، قررت أن أتوجه إليكم، وأسأل الله العلي القدير أن تدلوني على حل صائب.
أنا بنت، ولدي أختان تكبرانني، وأعيش برفقتهما في مدينة بعيدة عن أهلنا بداعي العمل؛ لأن أسرتنا فقيرة، وأنا -والحمد لله- متعلمة، وحاصلة على وظيفة، لكن أختاي -وإني لأستحي من قولها- تتعاطيان البغاء، ولقد حاولت نصحهما لكن بدون جدوى، ولم أستطع إخبار عائلتي درءًا للفضيحة، ولما لا تحمد عقباه، والأدهى أنهما كانتا تؤتيان أبي المال، وأنا أعرف أن هذا المال حرام، لكنني لم أستطع منعهما، ولم أستطع البوح لأبي بما أعرف.
والآن أبي مات، ولم يدر عن فعلهن شيئًا، ولقد أصبت بأزمة نفسية لشعوري بالذنب لعدم إخباره، ودخلت معهما في صراعات، وحاولت إخبار أمي وإخوتي بالموضوع، لكن اصطدمت بواقع مرض أمي، وخشيت عليها من أزمة محتملة، فركنت إلى الصمت مرة أخرى، ولقد منّ الله علي بالزواج، فانتقلت إلى بيت زوجي، فيما هما لا زالتا على ضلالهما وضياعهما.
أرجو أن تدلوني على كيفية التعامل معهما، وهل أنا مذنبة في حق والداي إذ لم أخبرهما؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على ثقتك بنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى إرشادك إلى الصواب وتوجيهك الوجهة الحسنة. ونسأله سبحانه أن يرزق أختيك التوبة إليه والهداية إلى الصراط المستقيم.

واحرصي على الإكثار من الدعاء لهما عسى أن يكون هذا الدعاء سببًا لهدايتهما، ونوصيك بنصحهما بالحكمة والموعظة الحسنة، وتخويفهما بالله -تبارك وتعالى- وما يمكن أن يكون عليه حالهما عند لقاء الله تعالى وهما على هذا الحال، ويمكن الاستعانة ببعض النصوص التي ذكرناها في الفتوى رقم: 26237. فإن تابتا إلى الله واستقامتا على طاعته فبها ونعمت، وإلا فينبغي هجرهما إن رجوت أن يكون في الهجر مصلحة، وانظري الفتوى رقم: 29790.

وينبغي أن تهدديهما بإخبار من يمكنه ردعهما من إخوتك وغيرهما لعل هذا التهديد يجدي.

وأما إخبار والديك أو غيرهما عنهما: فراجعي بخصوصه الفتوى رقم: 167735. ومنها تعلمين أنك لست مذنبة بعدم إخبارك والديك، ولا سيما إذا كانا لا يقدران على منع هذا المنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني