الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة الإمام والمأمومين إذا قطع الإمام النية واستأنفها بدون إعلامهم

السؤال

لي سؤال تفصيله كالآتي: وأسألكم بالله أن تجيبوا ولا تهملوها؛ لأني أكاد أجن من الهم، أنا قاعد على السرير طول اليوم ومهموم، أنا الآن تعافيت ولله الحمد من الوسواس، وكنت موسوسا شديدا، وفي إحدى المرات تقدمت إماما وأشعرني الشيطان بأن نيتي انقطعت بعد أن كبرت فاحترت في الأمر ما أفعل؟ مع أني حنبلي أرى ارتباط صلاة المأموم بالإمام في الأصل، لكني في وقت الضيق أتذكر فتاوى في عدم لزوم إخبار المأموم بما حصل وهو موافق لمذهب الشافعي، فعملت بها وقلت اللهم وعزتك سأكبر الآن ثانيا ثم كبرت سرا، فهل يلزمني إعلامهم؟ مع أني الآن أدين الله بلزوم إعادتهم، أو يكفيني ذلك، مع أني عملت بفتوى الشافعية في وقت ضيق، وأنا على إحساس بالخطأ، أو تكون الصلاة لم تنقطع أصلا ويكون الكلام الذي صدر مني من باب المناجاة لله فلا يبطل به؟.
علما بأني وضعت لوحة في المسجد لكن بطريقة لا يعرفون من أنا بأني فعلت ذلك وحصل بلبلة بين الجماعة، لكن أخشى أن بعض كبار السن لم يقرأوا ذلك، فكلمت الإمام فوعدني أن يكلمهم واحدا واحدا، فلما كلم بعضهم طلبوا فتوى وحصلوا فتاوى بعدم لزومهم شيئا، والإمام يأبى أن يخبر أحدا آخر لأن العوام يحصل عندهم شك كبير وحرج، وأنا أخشى من عذاب الله وأن يحرقني بنار جهنم؛ لأن صلاة هؤلاء في ذمتي، والحل الوحيد الآن أن أقوم صارخا بعد الصلاة؛ لأني ربما لا أمكن من الميكرفون، أو أصلي هناك كل يوم وأمسكهم واحدا واحدا مع أنهم ربما لن يسمعوا كلامي فما علي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكان ينبغي لك أن تتجاهل ما عرض لك من الوسواس في شأن انقطاع نيتك وتستمر في صلاتك.

وما دمت لم تفعل وتكلمت في الصلاة، بل وقطعت نيتها بدليل استئنافها من جديد فقد بطلت صلاتك الأولى إن لم تكن مغلوبا على أمرك على نحو ما بينا في الفتوى رقم: 180687.

وأما المأمومون فلا تبطل صلاتهم بما حصل منك ما داموا لم يعلموا به؛ لأن هذا سبب خفي، فلا يمنع صحة الاقتداء، على ما بيناه في الفتوى رقم: 164427، والفتوى رقم: 283489، وبالتالي فلا يلزمك إخبارهم بشيء، فهون على نفسك، ولا تنشغل بالتفكير في هذا الأمر مجددا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني