الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إلقاء الجرائد المشتملة على ذكر الله في القمامة

السؤال

غرفة أبي بها جرائد كثيرة في 3 مكتبات وبها كتب دين وقرآن، لكن الغرفة تتسم بعدم النظافة فهو عنده سلس في البول ولا يلبس حفاظة لأنه يتعب منه، ومركب قسطرة وفراشه مليء بالبول والأرض بجانبه أيضا بها بول، ولا يرضى التنظيف غير مرة بالأسبوع، ورائحة الغرفة بول شديد، هل وجود الكتب والجرائد دون أن تأتي عليها نجاسة في غرفته وبعيدا عن فراشه المليء بالنجاسة حرام؟ كما أن غرفته غير مرتبة بالمرة، فهي أشبه بالمخزن منها بغرفة، فهو تاجر وعنده بضاعة ملابس يتركها بالسنين في الغرفة ولا يستعملها أبدا إلى أن تلفت وفوق بضاعته يضع العديد من ملابسه تقريبا، وهذه البضاعة والملابس ملاصقة أو تكاد تلتصق في الجرائد، يترك أحيانا ملابس متسخة أو نجسة بجانب الجرائد دون أن تلامسها، أنا حاولت أن أخرج الكتب والمجلات ولكن أمي عصبية جدا ولم ترض أبدا، وحلفت علي وقالت إن الإثم عليها هي، هل عدم مقدرتي على إخراج الكتب تصل إلى حد الكفر وأكفر بذلك؟ حيث أن أمي شديدة جدا وأنا أخاف منها ومن عصبيتها الزائدة، يمكن أن يصل الأمر أنها تضربني وألا تتحدث معي باقي عمرها، علما بأن عندي وسواس قهري في الكفر، ولكن هذه الكتب إن كانت في بيتي كنت سوف أبعدها في الحال عن غرفة مثل هذه، وهل عند الأقارب إن رموا أوراق الجرائد التي لا تخلوا من أسماء الله وآياته في الزبالة أمامي يجب علي إخراجها بدون علمهم أو أمامهم مما يعرضني للإحراج بأن أقول سوف أخرجها من الزبائل وأحيانا لا يرضون أن أخرج الجرائد من الزبائل وأمي أيضا تصمم ألا أخرج الصحف من الزبالة في بيتنا لأنها تأكل أحيانا عليها وترميها وتتشاجر معي، وأحيانا تضربني وتقول إني مجنونة رغم نصحي لهم لا يستمعون لي، أم هم يأثمون بفعلهم هذا وأنا لا، وإن لم أفعل أكفر بتركي الأوراق في الزبالة رغم كرهي أن تكون ملقاة بالزبالة ولكن منعهم لي هو الذي يمنعني، أنا لو في بيتي لن ألقيها بالزبالة!! الآن أمي خرجت من البيت ويمكن أن أقول للبواب أن يأخذ الجرائد ويضعها في مكان آمن، ولكن لا أثق أنه سوف يفعل هذا لعدم توفر مساجد تأخذ هذه الجرائد لتعدمها في مصر، ولأنه أيضا إذا أخرجت الكتب من غرفة أبي ووضعتها في مكان آخر بالبيت أمي سوف تعلم وتصرفاتها تخيفني جدا لا أدري كيف ستتصرف معي، هل علي ذنب؟ وهل أكفر بتركي هذا؟ ماذا أفعل؟ سأجن.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يهديك وأهلك إلى الخير والصواب، وأن يعافي والدك.

وقد بينا بالفتوى رقم: 122041، تحريم إلقاء الجرائد المشتملة على ذكر الله؛ فعليك أن تنبهيهم على هذا بصورة لطيفة؛ كأن تقرأي عليهم فتوانا بذلك، وبينا بنفس الفتوى أنه لا يلزم المسلم تتبع الورق للبحث عن اسم الله، بل يكفي نشر الوعي بذلك.

وأما بخصوص غرفة والدك؛ فطالما لم تتيقني أن ما فيه اسم الله أصابته نجاسة، فلا تلتفتي لذلك، ويكفيك ما قمت به من النصح العام بإبعاد ما فيه اسم الله عن مواضع الامتهان.

وحيث بلغ بك الوسواس حدا عظيما؛ فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني