الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغسل اليد إن أصابها دم أثناء الوضوء قبل الغرف من الإناء

السؤال

في الوضوء، نتمضمض بإدخال الإبهام والمسبحة في الفم للاستياك مع خضخضة الماء في الفم، وأحيانا يصيب ما يخرج مع ماء الاستنثار اليد اليمنى فيتسخ بعض اليد بما في الفم من اللعاب وبقايا الأكل والشرب عند المضمضة وبالمخاط مع ما قد يشوبه من دم عند الاستنثار، وكما لا يخفى على كل ذي عقل وتمييز أن إرجاع اليد المتسخة إلى الإناء يجعل ماء الإناء غير نظيف، فهل هذا يعني أن أعمال الوضوء توقيفية لا يجوز الخروج عنها؟ أم عرفت علة بعضها فيجوز الاجتهاد واستعمال القياس المبيح لغسل اليد المصابة بالوسخ بعد المضمضة والاستنثار وذلك قياسا على علة سنة غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء بصب الماء عليهما ودلكهما قبل إدخالهما في الإناء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاستعمال اليد في غرف الماء من الإناء لغسل أعضاء الوضوء أو للمضمضة ونحوها لا يستلزم تغير الماء، بل الأصل عدم تغيره بذلك، يقول ابن عبد البر: إِدْخَالَ الْيَدِ السَّالِمَةِ مِنَ الْأَذَى فِي إِنَاءِ الْوَضُوءِ لَا يَضُرُّهُ. اهـ.

وقد بينا في الفتوى رقم: 133691، ما تحصل به المضمضة، وبمراجعتها تعلم أن المضمضة تحصل بدون ما ذكرت من إدخال الإبهام.... إلخ.

وعلى أية حال، لو حصل أن اليد أصابها دم أو نحوه أثناء الوضوء مما قد يؤثر في طهورية الماء، ففي هذه الحالة يتم غسلها قبل إرجاعها للإناء حتى لا تؤثر على طهوريته، وهذا الغسل من أجل الحفاظ على طهورية الماء الذي تنغمس فيه اليد، وليس هو بشيء مضاف لأعمال الوضوء، حتى ننظر في مسألة ما هو قياسي وما هو تعبدي، ومعلوم أن الوضوء عبادة توقيفية يؤتى بها كما جاءت في الشرع، ولا يضاف إليها ما ليس منها بطريق القياس أو غيره، وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 127965.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني