الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت أعاني من عدة وساوس، وتغلبت عليها ـ والحمد لله ـ سوى وسواس الغسل، حيث أمكث في الحمام ساعات. ساعة لنية الغسل، وساعة للغسل، وحينما أفرغ وأذهب للصلاة يأتيني شك بنسيان شيء، فأعيد الغسل، ثم أنسى، فأغتسل مجددا. حاولت الإعراض عن هذه الوساوس والأفكار دون جدوى، فهل الغسل مع هذه الوساوس والأفكار صحيح؟ وهل بدء الغسل صحيح مع هذه المشاعر؟ والآن لا آخذ أدوية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج هذه الوساوس وغيرها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والتداوي أمر حسن، وقد يكون له تأثير جيد في إذهاب هذا الداء ـ بإذن الله ـ فعليك أن تدافع هذه الوساوس، وألا تلتفت إلى شيء منها، بل كلما عرض لك الوسواس فاطرحه وامض في عبادتك، فإذا أردت الغسل فلا تتردد في أمر النية، بل ابدأ بالغسل مباشرة جازما بأنك قد نويت الغسل، ثم صب الماء على بدنك بحيث يغلب على ظنك وصول الماء إلى جميع الجسم، فإذا حصلت لك غلبة الظن بوصول الماء إلى جميع الجسم، فارتد ملابسك، وامض لصلاتك، ولا تبال بأي شك يعرض لك بعد هذا، فمهما أوهمك الشيطان أنك تركت شيئا لم تفعله، أو أن الماء لم يصل إلى موضع معين، أو غير ذلك من الأوهام، فلا تبال بها ولا تلتفت إليها، واعلم أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، فعبادتك وغسلك والحال هذه صحيح لا يبطل بشكك فيه بعد فراغك منه، وعملية الغسل لن تستغرق منك بضع دقائق لو أتيت بها على وجهها من غير مبالاة بهذه الوساوس، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني