الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتصرف الزوجة مع أم زوجها التي تتدخل في شئون بيتها

السؤال

مشكلتي مع حماتي التي تزوجت من ابنها الأكبر، وهي متحكمة في كل صغيرة وكبيرة، وزوجي يشتغل في أمريكا، وفي البداية كنت معها تقريبا سنة حتى أكمل أوراقي وألحق بزوجي، وكنت ألاحظ تصرفاتها من تدخلات وتسلط، وبيتي قريب منها، وأمكث فيه فقط عندما يأتي زوجي، وكنت أصبر في البداية على تدخلاتها في بيتي وحياتي، وكانت تهمها مصلحتها قبل كل شيء حتى ولو كان ذلك على حساب راحتي, وكانت تعزم الناس في بيتي وتأمرني بخدمتهم.... ثم سافرت إلى أمريكا وكنت كالملكة، ثم جاءتنا هناك، وادعت أنني أمنعها من المطبخ، فصدقها زوجي وأصبح يعاملني معاملة سيئة، فاقترح زوجي عليها أن تشتغل في الخياطة في البيت، وكان الناس يأتون من كل مكان لتخيط لهم في البيت، فتحدثت مع زوجي بأن يفتح لها محلا بعيدا، وتستقبل الناس هناك، وأعيش مرتاحة، فرد علي بعنف، وقال هذا بيت ابنها تفعل فيه ما تشاء، وطلبت منه أن يباعد قليلا بين فترات زيارتها لنا للابتعاد عن المشاكل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في سؤال زوجك أن يباعد فترات زيارة أمّه، والواجب على زوجك أن يجمع بين برّ أمّه وإحسان عشرتك، ولا يجوز له أن يضيع حقوقك، ويسيء عشرتك بحجة برّه بأمّه، فإذا كان يريد إباحة بيته لأمّه لتعمل فيه ما تشاء بحجة أنّه بيت ابنها، فالواجب عليه أن يوفرّ لزوجته مسكناً مستقلاً مناسباً لا تتعرض فيه لأذى، واعلمي أنّ صبرك على زوجك وأمّه وإحسانك إليهما عمل صالح من أفضل الأعمال، ولا ريب أنّ إحسان كل من الزوجين إلى أهل الآخر وإعانته على بر والديه وصلة رحمه من كمال حسن العشرة ومكارم الأخلاق، وراجعي الفتوى رقم: 316654.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني