الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضواء على الحِكَم العطائية ومؤلفها

السؤال

ما هي الحكم العطائية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحكم العطائية كتاب من كتب الوعظ والرقاق على طريقة الصوفية، وهو وإن كان أنظف من غيره، إلا أنه لم يخل من المشرب الصوفي في إشارات التوحيد عندهم، وبيان أصول الطريقة على مذهبهم، فهو من كتب الصوفية، له ما لها وعليه ما عليها.

وفي ذلك قدر كاف للإشارة إلى مدى موافقة الكتاب لمنهج أهل السنة والجماعة. وهنا نذكر أن الأئمة قد نهوا قديما عن كتب مَن هو أحسن من مؤلف الحكم منهجا، وأصدق منه حالا، وأرقى منه مقاما، كالحارث المحاسبي كما روى الخطيب البغدادي في تاريخه، عن سعيد بن عمرو البرذعي قال: شهدت أبا زرعة وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه؟ فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب، قيل له: في هذه الكتب عبرة؟! قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء، هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم، يأتونا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلي، ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقيق، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني