الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم قول: "الجوع كافر"؟
هذه المقولة تُقال عند الجوع من باب المزاح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه المقولة إنما يقصد بها أن الجوع الشديد قد يورد بعض الناس موارد الكفر والعصيان وترك الطاعات، وهو في ذلك شبيه بالفقر الذي يسوغ وصفه بالكفر أيضًا. وانظر الفتوى رقم: 122434.

وقد استعاذ النبي صلى اللَّه عليه وسلم من الجوع بقوله: اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع. رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، عن أبي هريرة، وحسنه الألباني.

قال الطيبي: "استعاذ منه؛ لأنه يمنع استراحة البدن، ويحلل المواد المحمودة بلا بدل، ويشوش الدماغ، ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطلة، ويضعف البدن عن القيام بوظائف الطاعات".

وفي مرعاة المفاتيح: "استعاذ منه لظهور أثره في بدن الإنسان وقواه الظاهرة والباطنة، ومنعه من الطاعات والخيرات".

وعلى ذلك؛ فلا حرج في وصف الجوع بأنه كافر تجوزًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني