الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المطلوب بعد الاستخارة الرضا والتسليم بما اختاره الله تعالى

السؤال

ساعدوني، أنا امرأة متزوجة، واستخرت الله في موضوع هجرتي وزوجي واستخرت أكتر من مرة، وكل مرة الأوراق كانت تطلع بسهولة، ولما حان وقت التقديم قدمنا ووصل ملفنا في نفس يوم الذي أقفلوا فيه باب الهجرة وأخذوا الملف، وبعدها أنا تقربت من ربنا كثيرا، وكنت منتظمة في صلاتي وأصلي قيام الليل، وأدعو الله وقت الفجر وقراءة القرآن، وفعلا كان عندي إحساس قوي أن ملفي سيقبل بسبب أن كل الظروف كانت تقول إن ربنا يريد هذه الهجرة، وأنا كنت أرجوها من قلبي، وفي آخر أيام كنت أدعو وأسجد أن ربنا يسهل قبول الهجرة من أجل فقط أن الشيطان ما يلعب أبدا في دماغي، وأبكي أن ربنا يقبل موضوع الهجرة وحتى ولو بعدئذ رفضت لا مشكلة فقط من أجل أن الشيطان ما يلعب في دماغي بأن ربنا لم يسمعني... وبعد أيام رفض ملفي ورجع، وأنا من وقتها في حال أسوء، شيطاني بدأ يلعب في دماغي أنت استخرت أكثر من مرة، والأوراق كانت صعبة وسهلت، طيب ما الذي حصل، وربنا لا يراك، وأنت غير محبوبة، ويشككني في ديني، المشكلة أني أثق في صلاة الاستخارة ثقة عمياء أنصح الناس كلهم بها أنا ما أعرف أفيدوني بجد أنا أريد من يريح عقلي، وبعدت عن ربنا في هذا الوقت لكني فقط لا أريد أن أبتعد عنه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن ينزل السكينة على قلبك.

واعلمي أن الله أرحم بك من نفسك، وأعلم بما يصلحك، قال ابن القيم في الفوائد: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. انتهى.
فلعل في هجرتك أنت وزوجك مصائب دينية أو دنيوية تترتب على ذلك، فمنعك الله رحمة بك، فلترضِي بقضاء الله، وما دمت تثقين في صلاة الاستخارة، فكان الأحرى بك الرضا والتسليم واليقين بأن ما اختاره الله لك هو الخير، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 121036، 117638.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني