الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم من قال سأتبرع أن يخرج المال الذي كان في ذهنه عند تلفظه؟

السؤال

طرأَ في ذهني أنْ أتبرعَ بأموالٍ معينةٍ كُلمَا جاءتني، وكانَ هذا مجرد حديثِ نفسٍ، ولمْ أتلفظْ بشيء، وبعدها بفترةٍ فكرتُ في هذه الواقعة، وبينما أنا أفكرُ في الأمرِ قلتُ بصوتٍ عالٍ: "سأتبرع"، ولمْ أضفْ أيَّ لفظةٍ أخرى، ولمْ أتلفظْ بماهيةِ الشيء الَّذي فكرتُ أنْ أتبرعَ به، وإنْ كانَ هذا الشيء ماثلاً في ذهني عندما تلفظتُ بكلمةِ "سأتبرع"، أي أنه هو المقصود من كلمة "سأتبرع" أو هو المشار إليه في هذه الكلمة، بمعنى أنني حددته نيةً ولمْ أحدده لفظةً، مع التأكيد على أنَّ الأمرَ لمْ يكنْ نتاجَ أيِّ أفكار وسواسيّة، فهل بهذا تلزمني الصدقةُ عند منْ يقول إنَّ الصدقةَ تلزم بمجرد اللفظ؟ أم أنَّ عبارتي تعتبرُ غير كاملةٍ وبالتالي لا أُعَدُّ قد تلفظتُ بالأمر؟ عذرًا على الإزعاجِ، وأرجو منكم أن تتحملوا كثرةَ أسئلتي، فأنا أميلُ إلى الاحتياطِ، قدر استطاعتي، خوفًا من أكلِ أيِّ أموالٍ قد يكون بها أيُّ شبهة، على اعتبارِ أنَّ هذه الأموال ربما تكونُ خرجت من ملكي بمجرد اللفظ، ولهذا قررتُ أن أستفتيكم في الأمر، لأنني أثقُ في حضراتكم، وجزاكم اللّه خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك شيء، وما تلفظت به لا يعتبر كلاما مفيدا يترتب عليه أي شيء، بل لو فرضنا ـ جدلا ـ أنك تلفظت بجملة تامة وقلت سأتبرع بالشيء الفلاني، فهذا مجرد وعد بالتبرع، ولا يلزم منه شيء، فدع عنك الوساوس التي لا طائل منها واشغل تفكيرك ووقتك فيما يعود عليك بالفائدة في الدنيا والآخرة.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني