الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز الخوف من الوقوع في الشرك بضوابطه

السؤال

أولا أقول أنا لا أتكلم العربية بشكل صحيح، ولكن أريد أن أسأل سؤالا: ما هو الخوف الذي نقول "الخوف الشركي"؟ ما هو؟ ما هي خصائصه؟ والله الذي لا إله إلا هو أعيش في الحزن الشديد؛ لأني في كل مرة عندما أرى شيئا من الأشياء الشركية يأتي في قلبي الخوف، مثلا عندما أرى أصنامًا أو شيئا من ذلك.
أنا عندي اليقين في الله وأنا أعلم أن لا قوة إلا بالله لكن ذلك الخوف يأتي إلى نفسي، هل أنا أشركت بالله؟ يا إخوان أجيبوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكلمنا على الخوف وحكمه وأقسامه بالفتويين التالية أرقامهما: 156029، 2649.

واعلم أن الخوف من الوقوع في الشرك والتحرز منه أمر جائز، بل ومطلوب ما لم يؤد للوسوسة والأوهام، ففي الأدب المفرد للبخاري وصححه الألباني عن معقل بن يسار، قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر؛ للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قال: قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.

ولا يقع الشرك بمجرد ما ذكرت في السؤال بل إنه يدل على نفورك من الشرك وبعدك منه، ونرجو من الله أن يسلمنا وإياك من الوسوسة، وعليك بالحذر منها، وقد بينا ما يساعد على ذلك بالفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني