الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من هجر القرآن المداومة على قراءة سورة البقرة دون غيرها

السؤال

ما حكم من يقرأ سوره البقره يوميا ولا يقرأ سواها هل يعتبر هاجرا للقران؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن لسورة البقرة فضلا عظيما، وفي قراءتها خير كثير، ومما ورد في فضلها والترغيب في قراءتها ما جاء في صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة: السحرة. وقال صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام. رواه ابن حبان في صحيحه وغيره إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
ولكن الأولى والأفضل للمسلم عدم الاقتصار عليها أو على غيرها، والأفضل له أن يحافظ على قراءة ورد من القرآن كل يوم حتى يختمه كله، كما هو هدي السلف الصالح في قراءة القرآن، والاقتصار على سورة واحدة يؤدي إلى هجر بقية القرآن، وَلَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ. كما جاء في قيام الليل للمروزي عن علي ـ رضي الله عنه ـ موقوفًا.
والحاصل أن في قراءة سورة البقرة خيرا كثيرا، ولكن الاقتصار عليها فيه هجر لبقية القرآن، وينبغي للمسلم أن يختم القرآن في السنة مرتين على الأقل إن لم يقدر على الزيادة؛ كما سبق في الفتوى رقم: 19600، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 257365، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني