الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة انتقال النجاسة من جسم متنجس لآخر طاهر

السؤال

منذ فترة تم انسداد الحمام في البيت انسدادا قليلا بحيث يجري الماء في المواسير بعد قضاء الحاجة وإرسال الماء عليه بصورة أبطأ، فأراد أبي تسليك الحمام، فخرجت منه مناديل وشعر، ثم جاء برجل سباك ليحل المشكلة، وعند خروج أبي من الحمام بعد التسليك ليحاسب الرجل عند الباب، قام بالمشي على بلاط الشقة وكانوا قد أزالوا السجاد لاتقاء النجاسة، ولسهولة غسل البلاط، لكن أمي أخبرتني بعد ذلك أنها عند تنظيف البلاط قامت بتنظيفه بطريقة عادية، فقامت بمسحه بالقماش المبلل، وعندما أخبرتها أن تنظيف النجاسات على الأرض يكون بغمرها بالماء لم تستجب لي، فإذا كانت النجاسة باقية، فإن الكثير من البيت بهذا يكون نجسا، لأنني أراها أحيانا تمسح أشياء مثل الدواليب والثلاجة وغيرها بما تمسح به الأرض ويكون مبللا، ويضعون الفرش والأغطية على الأرض وينامون عليها ويمشون عليها، فتكون نجسة، فما الحل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن النجاسة لا تنتقل بمجرد الشك، فمهما شككت في تنجس شيء معين ولم يكن عندك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أن هذا الشيء قد تنجس، فلا تلتفت إلى هذا الشك، وانظر الفتوى رقم: 128341.

فمن أين لك أن قدم والدك أصابتها النجاسة، فالأصل طهارة أرضية الحمام وما لامسها من النعال وغيرها، ما لم يتحقق إصابتها بالنجاسة، ولتنظر الفتوى رقم: 121334.

ولو فرضنا أنها أصيبت بالنجاسة، فإن كثيرا من العلماء قد ذهبوا إلى أن النجاسة لا تنتقل من جسم متنجس لآخر طاهر إذا كان أحدهما رطبا أو مبتلا، وانظر الفتوى رقم: 154941.

وبما أنك مصاب بالوسوسة ـ كما ذكرت في سؤال سابق ـ فإنه يسعك الترخص بهذه الرخص والعمل بها، فإننا قد بينا في الفتوى رقم: 181305، أن أخذ الموسوس بالأيسر من الأقوال ليس من الترخص المذموم.

ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني